مرحباً بـ"أسامة داؤود" في (المريخ)
{المقترح المنسوب لرجل الأعمال المعروف السيد “أسامة داؤود عبد اللطيف” رئيس مجموعة شركات (دال) بشأن تحويل نادي (المريخ) الرياضي إلى شركة مساهمة عامة، على أن يدخل “أسامة” عبر شركاته مساهماً رئيسياً فيها، مقترح جدير بالاحترام والاحتفاء من الجميع، قواعد المريخ والدولة .
{لابد من عمل كبير ومختلف لانتشال كرة القدم السودانية من وهدتها، وإعادتها سيرتها الأولى عندما كان منتخب السودان القومي بطلاً لأفريقيا في العام 1970م، وعندما كان المريخ حاملاً لكأس (سيكافا) من “تنزانيا” عام 1986م، إلى أن توج بطلاً لأبطال الكؤوس الأفريقية في العام 1989م .
{خلال الفترة الأخيرة صار المريخ قاهر أبطال أفريقيا يهزم من هلال الأبيض ومن الأهلي شندي والأمل عطبرة !! فانظر أي واقع منهار يعيشه (الزعيم) !
{وليس الهلال بأفضل حالاً من المريخ ، إن لم يكن حاله أسوأ وأضل، خاصة بالنظر إلى نتائجه الفضائحية في البطولة الأفريقية .
{مجلس تسيير المريخ الحالي مجلس ضعيف وفقير، ولا يستطيع أن يحقق نتائج إيجابية لهذا النادي العريق، لا على مستوى فريق الكرة، ولا على مستوى البنيات الأساسية والمنشآت.
{في اليوم التالي مباشرة لقرار تعيين مجلس المهندس “أسامة ونسي” انتقدت في هذه المساحة قرار الوزير الأخ “اليسع صديق التاج” بتشكيل لجنة التسيير، وتوقعت لها الفشل الذريع، وذكرنا الأسباب في حينها، وهذا ما حدث بالضبط بعد عدة أشهر !
{الآن .. يجب أن تغادر هذه اللجنة الفاشلة، وترفع يدها عن المريخ وجمعيته العمومية، وتشرع الوزارة في إجراءات تعديل القانون بما يتوافق وتحويل أندية كرة القدم إلى شركات، أو البحث من ناحية قانونية في إمكانية اتخاذ الجمعيات العمومية للأندية لقرار تحولها لشركات مساهمة عامة، باعتبار أن الجمعية العمومية هي صاحبة الحق والسلطة الأعلى في النادي .
{كل الأندية في أوربا أصبحت شركات، وامتلك عدد من أمراء وشيوخ دول الخليج العربي غالبية الأسهم في أندية إيطالية، بريطانية، فرنسية وأسبانية، فلم لا تلحق الأندية الكبرى في السودان بركب التقدم والعولمة في مجال كرة القدم، وصولاً إلى منصات التتويج العالمية .
{لقد أصبح مجال كرة القدم سوقاً خصبة للاستثمارات الناجحة، وما أظن أن السيد “أسامة داؤود” أو غيره من رجال الأعمال، عندما يطرحون مثل هذه الأفكار والعروض، يغامرون أو يقامرون، فهم يعرفون جيداً ما يمكن أن يتحقق على المدى المتوسط والبعيد من عائدات مالية ضخمة من وراء هذا (البزنس) الناجح .
{إن ما يحدث اليوم في ساحتي (الهلال) و(المريخ) ليس سوى (هرجلة) و(جعجعة) فارغة، ومسرحيات عبثية، ومهازل ومساخر غطست رأس السودان في وحل المحافل الكروية الأفريقية والعربية، وسيستمر هذا (العك) الكروي والإداري لسنوات إن لم تنتبه الدولة، وتوقف هذا العبث بالموافقة على التغيير المؤسسي الكبير الذي لا يتأتى إلا بالانتقال إلى مربع الشركات .
{وفي رأيي أن الوزير “اليسع” رجل مستنير ومطلع على التجارب العالمية في مضمار الرياضة، ويمكنه أن يقود ثورة التغيير الرياضي في بلادنا قبل أن يغادر موقعه، بفتح (الاستادات) للشركات الكبرى القادرة والطموحة .
{نحن مع “أسامة داؤود” في (المريخ) .. وضده في (حاجات تانية) !!