تاجر يروي قصته مع أخطر محتال سعودي في "الخرطوم"
أوهمني بأنه موظف بالسفارة السعودية واحتال عليّ في مليار و(900) ألف جنيه
الخرطوم- هالة شقيلة
وضع التاجر “عباس موسى” تفاصيل عملية احتيال خطيرة تعرض لها من قبل محتال سعودي الجنسية، يقبع الآن بأحد السجون، وضعها على منضدة (المجهر) قائلاً: أنا أعمل تاجراً في مجال (الآليات الثقيلة) وتعرفت على الشاب “ح” وهو سعودي الجنسية عن طريق رجل سوداني يدعى “م” عندما جمعتني الصدفة مع الأخير في أحد البنوك بمنطقة السجانة، ومن خلال انتظارنا لأخذ الوديعة تعرفنا على بعضنا، وواصل الشاكي.. عرفته بنفسي وقلت له إنني أملك معرضاً لبيع وإيجار الآليات والسيارات الثقيلة، فأخبرني “م” بأنه يعرف رجل أعمال سعودي سبق وأن قد أهداه عمرة له ولوالدته، وأنه مستثمر جاء إلى السودان لإنشاء مشاريع كبيرة في ولاية “سنار” وأنه يجري تفتيشاً لمعدات التشغيل من (لودرات ومعدات)، وأضاف “عباس” أننا تبادلنا أرقام الهواتف بغرض المنفعة. وواصل التاجر حديثه قائلاً: طمأنني أكثر “م” عندما أراني جريدة كان يحملها يظهر فيها الرجل السعودي مع أحد ولاة الولايات، وكان الخبر بشأن تشجيع الاستثمار والمستثمرين في البلاد، وتابع التاجر قائلاً اتصل عليّ السعودي وسألني عن أسعار السيارات والمعدات وزعم لي أنه موظف كبير في السفارة السعودية، وقال لي إنه سيتعامل معي بطريقة سرية وحيرسل لي مهندساً متخصصاً للكشف واختيار (لودرين) بغرض شرائهما ليستخدمهما فى مشروعاته الوهمية، واسترسل “عباس” قائلاً: بالفعل حضر المهندس وقام بتشغيل اللودرات وتأكد من أنها تعمل، فقام بالاتصال على السعودي فحدد له موعداً مع محامية من أجل إتمام البيع ثم ذهبنا إلى مكتب المحامية برفقة محاميتي لتوقيع عقد البيع الذي وقعنا عليه بعد أربع ساعات انتظاراً للسعودي، فحضر إلينا بسيارة السفارة وبرفقته سودانيون وحرس خاص وهو بكامل أناقته بالعقال ولم يتجادل معي في الأسعار ليخرج شيكاً ويكتب المبلغ بسعر (اللودرين)، واستطرد قائلاً: وقتها انتابتني شكوك ولكن محامية المحتال قد طمأنتني وقالت لينا دا الشيخ “ح” وبعدها أتممنا المبايعة وتم أخذ اللودرين، وتواصل معي ومنعني من أن أصرف الشيك بحجة أنه سيسلمني المبلغ خلال فترة محددة وبعدها بدأ يتهرب مني، وعلمت أنه لا يعمل بالسفارة فقمت بالاتصال وقتها بـ”م” لأنه من عرفني على المحتال، وقلت له إن الرجل الذي عرفتني عليه اتضح لي أنه لا يعمل في سفارة، لكن كان رده مطمئناً، مؤكداً لي أنه يعمل في سفارة وأنه ذهب له عدة مرات بالسفارة، وأوضح “خلال حديثه لـ(المجهر)، أنه سافر إلى ولاية الجزيرة واتصل عليّ وقال إنه يرقب في شراء (لودرات) مرة أخرى، موضحاً أن المبلغ القديم بحوزته بجانب الجديد، فاتصلت على المهندس الذي سلمته (اللودات) ليذهب ويأخذ العربات من المعرض لكنه فاجأني أن السعودي محتال وقد باع (اللودرات) إلى إحدى الشركات المعروفة بسعر قليل وكشف لي أنه موقوف بقسم شرطة الأوسط الخرطوم في قضية احتيال أخرى على صاحب مصنع دواء، فذهبت بنفسي إلى قسم الشرطة فوجدته داخل مكتب راقداً على السرير فاستقبلني وقدم لي البارد وطمأنني بأن القروش موجودة، وطلب إحضار الشيك ليسلمني المبلغ ثم قدمني إلى باب القسم، وفي اليوم التالي أحضرت الشيك وطلب مدة يومين ثم رجعت له مرة ثانية لكنه أخبرني بأنه لا يملك المبلغ وطلب مني أن أصبر عليه ستة شهور مرة أخرى، وعندما رفضت رد عليّ أن أذهب واشتكي القانون وقال لي إنك سوف لا تجد شيئاً، فخرجت غاضباً ودونت بلاغاً في مواجهته واستخرجت من النيابة أمر قبض، وعندما ذهبت لقسم الشرطة لأسلمهم أمر القبض لم أجده وبعدها بدأت رحلة البحث عنه ولم استطع العثور عليه، قائلاً: (ملح وداب في موية)، وتابع بعد تعب شديد توصلت إلى مكان سكنه بواسطة أحد معارفه، فذهبت برفقة رجال المباحث وأمر القبض وداهموا المنزل وتمكنوا من القبض عليه وتسليمه لقسم شرطة كوبر ببحري، وظهر له عدد من البلاغات بأقسام مختلفة جميعها بالاحتيال، وبعد اكتمال التحريات قدم للمحكمة وحكمت عليه بالسجن شهراً لألفاظه النابية داخل المحكمة، كما حكمت عليه بالسجن يبقى لحين السداد، لكنه لم يعد لي أموالي رغم كل الوساطات، بل ذهب إلى أكثر من ذلك وظل يهددني عبر الهاتف كثيراً ويتحداني. وختم التاجر “عباس موسى” حديثه للصحيفة بأنه ذهب إلى السفارة السعودية بـ”الخرطوم” وجلس إلى السفير عدة مرات ووعده بحل القضية لكنه لم يفعل ذلك، مع العلم بأن المتهم معروف لديهم.