مسألة مستعجلة
جنوب كردفان.. مشروع إصلاح كامل
نجل الدين ادم
سعدت أمس الأول (الجمعة) وأنا أتابع اللقاء الناجح بامتياز لأبناء ولاية جنوب كردفان بـ”الخرطوم”، والذي نظمته الهيئة البرلمانية لنواب الولاية بالهيئة التشريعية القومية بالتنسيق مع حكومة الولاية، فقد اجتمعت هناك في قاعة الصداقة حيث جرى اللقاء، الإرادة السياسية والشعبية وكان حضوراً فيه كل ألوان الطيف في الولاية ليرسموا معالم طريق لمرحلة جديدة لجنوب كردفان بعد أن أقعدتها الحرب عن ركب التقدم كسائر الولايات الأخرى، وتصاعد النزوح وتردت الخدمات وتوقفت المشاريع، جاءت الإرادة السياسية ورئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر”، ومساعد رئيس الجمهورية المهندس “إبراهيم محمود حامد” يشرفان هذا اللقاء وقيادات الولاية من مختلف الأحزاب والتنظيمات والأثنيات تشكل حضوراً مميزاً.
ميزة هذا اللقاء الذي وضع النقاط على الحروف في كيف يتحقق السلام في الولاية وتعم التنمية جميع أجزاء المحليات ويعيش الناس في وئام وتصالح ويعود النازحون إلى قراهم، إنه لقاء خالٍ من مظاهر الحشد غير المرشد وعديم الفائدة كما دأب الناس أن يكون التركيز على الاحتشاد فقط لتكون المحصلة انفضاض اللقاء ولا شيء يذكر بعدها!
نجاح هذا اللقاء وتفاعل الحضور معه كان في مسودة الحلول التي وضعتها الهيئة البرلمانية لنواب الولاية بالهيئة التشريعية بعد مجهود مضنٍ طاف خلاله نواب الولاية بالبرلمان، كل المحليات والمدن والقرى والفرقان، جلسوا إلى أهل الولاية واستمعوا إليهم بإصغاء عن كل ما يشغلهم وعن غدٍ جديد دون حرب أو موت بسلاح، أدهش رئيس البرلمان المهندس الزراعي “خيري القديل” الحضور بالنتائج التي توصلوا إليها والحلول التي اقترحوها، وبطريقة بسيطة تحدث عن معادلات رياضية، حيث لا تعقيدات سياسية (1+1) يساوي اثنين، وأبرز ما خرجوا به أن جميع أهل الولاية يريدون سلاماً عاجلاً يجمعهم مع أهلهم الذين فروا بسبب الحرب، وأشار “القديل” إلى أن جميع من التقوهم من أهالي الولاية كان حديثهم عن تحقيق السلام، وعرّج إلى رسم خارطة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وتقديم الخدمات الأساسية للمواطن والبحث عن التمييز الإيجابي للولاية من قبل الحكومة.
حقيقة كانت تلك الورقة التي قدمتها الهيئة البرلمانية، مشروع إصلاح لا يحتاج من أهل الولاية إلا أن يكونوا على قلب رجل واحد.
ما حملته ورقة “خيري القديل” من مقترحات ومعالجات على المدى الطويل وجدت تجاوباً كبيراً ودعماً من رئيس البرلمان البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” ومن مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود حامد”، ليس تحيزاً لأهالي الولاية لكن لما لمسوه من إرادة شعبية حقيقية من هؤلاء النواب ومن أهالي الولاية.
حقاً كان ما قدم في لقاء قاعة الصداقة مقنعاً.
التحية لنواب ولاية جنوب كردفان بالهيئة التشريعية القومية على ما قدموا، فقد أوفوا النيابة حقها وهذه هي الأدوار الحقيقية التي يقوم بها البرلمانيون.. وفقهم الله دوماً لخدمة وطنهم الصغير والكبير.. وهو المستعان.