غضبك جميل!!
حرت بين اقتباس عنوان المقالة من أغنية “عبد الحميد يوسف” (غضبك جميل ذي بسمتك)!!.. أم من أغنية “وردي” اعتذارك ما بفيدك وأنا أمام غضب عارم، هيج في الشيخ الفيلسوف “إبراهيم أحمد عمر” رئيس البرلمان، كل أسباب الدفاع المعلن عن حكومة يتحمل (بروف) “إبراهيم” نصف إخفاقاتها وربع حسناتها خاصة بعد أن نجح أستاذ الفلسفة في إقناع الرئيس “البشير” و”علي عثمان” و”نافع علي نافع” بأن بيعة أهل الشوكة تعلو على بيعة أولي الأبصار!! في عصر (الجمعة) أقسم البروفيسور بطلاق زوجته وهي في الدار الآخرة بأن الحكومة (راغبة) في السلام وساعية إليه وتحسر بألم على أن تخرج نبرات عنصرية وجهوية من قاعة الصداقة.. ومن صف المؤتمر الوطني بعد (26) عاماً من السلطة المطلقة!!
لماذا غضب بروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” وضاق صدره وخرج الهواء بصعوبة من رئتيه؟؟.. في الاجتماع أو قل المهرجان السياسي الذي نظمه المجلس الوطني دعماً لوالي جنوب كردفان بعد أحداث الليري الأخيرة.. وقد سعى البرلمانيون من أهل الولاية المنكوبة لتقديم اعتذار عن سلوك جماهير الليري غير الرشيد وهم يعارضون الوالي ويهتفون ضد قيام مصنع لمخلفات التعدين والبرلمان يقدر دور الوالي ويحبه لذلك انجرح خاطره والجماهير تتصرف بعشوائية.. وقف “كمال غبوش” وهو من عرب الرواوقة (البقارة).. وقال عبارة خدشت كبرياء المنصة الرفيعة المستوى بأن (الجلابة لا يريدون السلام في جبال النوبة).. لو خرجت تلك العبارة من “كنده غبوش” لتم دمغه بالتمرد.. مع أن تمرد جبال النوبة الحالي يضم البقارة والنوبة والفلاتة والبرنو وكبير الجلابة “ياسر عرمان”، إذا أخذنا (بعرقنة) المصطلح أو تسييسه!! ما كان د.”إبراهيم أحمد عمر” يغضب ويقسم بغير الله.. ويختار طلاق زوجته وهي في الدار الآخرة وقد انقطع الرباط الشرعي بينها وبينه.. وما كان لـ”إبراهيم” أن يثور ويخرج الهواء الساخن من صدره.. لأن مصطلح الجلابة يعني التجار الذين يجلبون البضاعة من مكان بعيد.. والتجار الجلابة بعضهم قادمون من الشمال الأقصى والوسط النيلي وحديثاً أصبح (الجلابة) هم سكان دارفور الذين ينشطون في التجارة وجلب البضائع.. حتى أصبح أشهر منزل في حي الصافية شمال هو منزل رجل الأعمال و(الجلابي) الكبير “حسن برقو” وقد استغل الأستاذ “عبد العظيم عوض” شهرة “حسن برقو” وعلو مكانته وسمو منزله لتعريف زواره الذين لبوا دعوة إفطاره بمناسبة مولودته يوم (الجمعة) الماضي.. والجلابة هم التجار والسماسرة، ولكن تم تسييس المصطلح و(عرقنته)، أي جعله مصطلحاً عرقياً في خضم الصراع السياسي في هذه البلاد في تجاوز صريح جداً لمفهوم المصطلح الطبقي.. والمهني ولكن حينما يقول “كمال غبوش” إن الجلابة لا يريدون السلام إن كان يعني القابضين على زمام السلطة في “الخرطوم”، فهؤلاء من بينهم د.”كبشور كوكو” و”الطيّب حسن بدوي” و”حسبو محمد عبد الرحمن” و”عمر سليمان آدم”.. أما إذا كان يهدف لعرقنة المصلح فإن “ياسر عرمان” الذي يقود الحركة الشعبية هو من عمق مؤسسة الجلابة!!.. البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” بخبرته السياسية ما كان له الخروج عن نصوص الاحتفال وأن يتعلم الصبر والتسامي فوق الصغائر من مدرسة “إبراهيم محمود” التي يتم القبول لها بغير شروط العمر.. وقد تجاهل ابن الشرق بحكمة بعض خربشات أبناء المنطقة المكلومة المفجوعة.. وهم يبثون شكواهم للقيادة السياسية.. ومما أثار حنق البروفيسور أن كلمات “غبوش” وجدت صدى وتأييداً ودعماً من العامة، وصمتاً وخجلاً من العاكفين سجوداً وركوعاً بأبواب السلاطين.