وجوه سودانية : من بال المرايا تطير العصافير..!!
من بين ثنايا شعري المبعثر
تطير العصافير
لا أحد يراها سواه
ذاك..
الذي وضعني
داخل هذا القوس.. ( …..)
والحبكة هنا تأتي (صدفة)، ولأن الصُدف فيها من الروعة كما فيها من الفخاخ، فإن صاحبنا “فراس سليمان” عندما كتب قصيدته الموسومة (أصابع طويلة مثل بال المرايا) التي جاءت فيها هذه الأبيات، كتبها تحت اسم امرأة بشعر مبعثر وأصابع طويلة مثل بال المرايا.
(1)
وبال المرايا مثل كاميرا “عصام”، و”غادة الأسعد” المستعارة، التي كتب “فراس سليمان” أشعاراً كثيرة باسمها، لا أحد يراها سوى الذي وضعها بين (قوسيه)، تشبه إلى حد كبير هذا الوجه السوداني الذي جاء به (بال كاميرا عصام)، شعرها المبعثر تطير منه العصافير التي لن تروها لأن لا أحد بينكم لديه قوس هنا، ولا يملك مفتاح شيفرة أسطورة القرط المياوي المستدير أو العريض الذي يجلب الخير للنساء والرجال.
(2)
وحين التأمل ترى تقطيبة الوجه حيث تلتقي الصرامة والنظرة القاسية بالحزن عند (مقرن) الحاجبين، ولا شيء يحتجب، ولكن عندما تنبثق العين اليمنى من بين الشعر المبعثر تسمع شقشقة العصافير فتعرف أن شعر “فراس” الذي كان “غادة الأسعد” أطول بالاً من المرايا، وأن كاميرا “عصام” هي التي وضعت كل ذلك داخل القوس.
ثم.. لا شيفرة الآن، لأن بال المرأة السودانية أطول من كل ذلك!!