تسلل "شيماء"
{ تسللت فتاة مصرية كزائر للسودان مثل آلاف أبناء شمال الوادي، وهم في الخرطوم مواطنون، لهم حقوق مثل السودانيين في مصر.. على متن الخطوط المصرية وفدت “شيماء”.. فتاة في العقد الثاني من العمر تنتمي لليسار المصري كموقف سياسي، رغم أنها من (العامة)، لا تقرأ، ولا تكتب، رغم انتسابها للصحافة كمهنة.. لكنها صحافية من الدرجة الرابعة.. في مصر “مفيد فوزي” و”إبراهيم نافع” و”أسامة سيف”.. وجهلها بشرف المهنة رمى بها في أحضان مجموعة من مناضلي الـ(فيسبوك) المتسكعين تحت ظلال الأشجار، (يلعنون) النظام الحاكم في السودان في لقاءاتهم، ويتوددون له في خلواتهم.. قصة حب وعواطف مسكوت عن تفاصيلها هي ما جاءت بالصحافية المغمورة “شيماء” للخرطوم، وجعلت منها قضية اجتماعية وظاهرة تستحق الدراسة قبل أن تنشب تظاهرات احتجاجية في بعض أحياء الخرطوم، (ركب موجتها) بعض الحالمين بسقوط الإنقاذ ممن يصنعون ثورة ربيع عربي بأبواق كذوبة في الفضائيات والصحف المصرية الكاسدة..
{ ألقت السلطات الأمنية القبض على “شيماء”، وهي تبث صوراً عبر الشبكة العنكبوتية عن مظاهرات في الحاج يوسف وأم بدة.. بعض من محض خيال خصيب، وأخرى مجموعة أفراد (تظاهروا) حقاً في وجه السلطة، لكن “شيماء” حينما وفدت للسودان لم تقدم نفسها للسلطات السودانية كصحافية، وتمنح رخصة مزاولة النشاط الصحافي والإعلامي من إدارة الإعلام الخارجي التابعة لوزارة الإعلام، ولم يصادق مجلس الصحافة لها بصفة مراسل، ولم تطأ قدماها اتحاد الصحافيين.. لجهلها أولاً بأبجديات ممارسة المهنة، وضعف خبرتها، واضطراب سلوكها المهني..
{ احتضن “شيماء” (شلة) من أدعياء النضال (اصطحبوها) مثل حقائبهم وأجهزة الهواتف الذكية التي يحملونها، (طافوا) بها من مقهى (حليوه) في الخرطوم إلى ملتقى المناضلين في جامعة الخرطوم، وحدائق (حبيبي مفلس)، قدموها لبعضهم كـ(رفيقة)، ظناً منهم أن “شيماء” ستساهم في إسقاط النظام، واتخذتها بعض جيوب المعارضة أداة لتنفيذ أجندتها.. وأجهزة مخابرات دول أخرى تتلقى المعلومات من وسائط، بعضها سوداني وآخر أجنبي تمت (زراعته) في الخرطوم..
حينما ألقت السلطات السودانية القبض على “شيماء”، وبدأت أبواق الإعلام في مصر (تنفخ) (شدوقها)، ويتطاول بعضها على بلادنا (سفاهة)، وسعياً للوقيعة بين “مرسي” و”البشير”، وضرب أي تقارب بين الإسلاميين الحاكمين في الدولتين.. تم استغلال فساتين “شيماء” ورفعوها فوق قمة الرئيسين بأديس أبابا لصرف الأنظار عن الملفات الحقيقية التي يترجى مناقشتها؛ لتطل قضية “شيماء” كأنها موضوع الساعة لقتل ووأد أي تنسيق استراتيجي بين القاهرة والخرطوم لينشغل الرئيسان بقضية هامشية اسمها “شيماء عادل”..!!