ربيعهم.. وصيفنا!!
{ لم يكن الوقت مناسباً لسفر وزير المالية والتخطيط الاقتصادي ومحافظ بنك السودان وكبار مساعديهما إلى الولايات المتحدة الأمريكية للمشاركة في (اجتماعات الربيع) لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي مشتركين، بدعوى بحث مسألة ديون السودان الخارجية!!
{ (اقطع دراعي) كما قال الرئيس “السادات” لو أن وزير ماليتنا لمس أي تجاوب أو حصل على وعد حقيقي بمعالجة أزمة الديون التي بلغت سقف الـ(50) مليار دولار!
{ شطب الديون أو إعادة جدولتها قضية (سياسية) أكثر منها اقتصادية، وما لم نفلح في إيجاد الطريق المناسب لتحقيق هدف الاختراق السياسي والدبلوماسي (الحقيقي) في علاقاتنا الخارجية، فإننا سنظل ندور في حلقة مفرغة.
{ ويبدو واضحاً أن مساهمات السودان المهمة العسكرية والسياسية والدبلوماسية في تحالف (عاصفة الحزم) أو مشاركته في مناورات (رعد الشمال) لم تحقق النتيجة المرجوة من هذا الفعل، قياساً على ما خسرنا من علاقات دبلوماسية في محور آخر.
{ وأنا هنا لا أقصد العائد (المالي) المباشر، وهذا بالطبع لم يتضح على سعر صرف النقد الأجنبي في السوق السودانية ولا على انسياب حركة التحويلات المصرفية بين مصارفنا ومصارف دول (الخليج)، ولكنني فضلاً عن هذا وذاك، أقصد التغيير في سلوك أمريكا وأوروبا تجاه السودان بعد كل هذه المساهمات في حلف شعاره (محاربة الإرهاب) بعبع الغرب الإمبريالي ومركز شواغله!
{ الوقت غير مناسب ليسافر كبار مسؤولي المالية وبنك السودان في رحلة طويلة بينما (الدولار) و(الدرهم) و(الريال) و(اليورو) يمارسون هوايتهم المفضلة في اللعب بجنيهنا المسكين.
{ كيف تنعمون بالربيع الأمريكي، واقتصادنا في موسم صيف ساخن وملتهب؟
{ أعتقد أن الأمر أصبح في حاجة ماسة إلى تدخل سياسي كبير من قيادة الدولة، وعدم ترك الملف للفنيين المسؤولين عن هذا الملف سواء في الحكومة أو الحزب.
{ نسأل الله السلامة لاقتصادنا، والعافية لشعبنا، والاستقرار لدولتنا.
{ جمعة مباركة.