عابر سبيل
مهمة إنسانية!
ابراهيم دقش
هي قصة أغرب من الخيال.. ضحيتها فتاة تنزانية تقبع الآن منذ ثلاث سنوات في سجن النساء بأم درمان. كانت في (دار السلام) بتنزانيا تدير حانوتاً متواضعاً. فتردد عليها رجل حتى أصبح “زبوناً” لها.. وبدأ يحدثها عن التجارة بين الخرطوم ودار السلام وكيف أن هناك سلعاً يمكن أن تتاجر فيها وتربح، وأقنعها أخيراً بأن في الخرطوم من سيستقبلها ويسهل لها الأمر وأعطاها “شنطة” تضع فيها ملابسها وأخذها حتى المطار.. ولما وصلت الخرطوم كان في استقبالها شخص أخذها إلى الفندق وطلب منها أن تقابله في سوق الذهب في المساء.. وفوجئت بالشرطة تداهم حجرتها فيما شخص على الهاتف يخبرهم بوجود مخدرات في “الشنطة” ولم يسفر البحث عن شيء حتى قال لهم بأن يفتحوا أرضيّة “الشنطة”، وكانت المفاجأة.. ولما أصرت الفتاة على اصطحاب الشرطة إلى الموعد المضروب طلبوا منها البقاء في الفندق وعادوا ليخبروها بأنهم لم يجدوا الشخص الذي ذكرت.. وانتهى الأمر بصدور حكم عليها بعشرين سنة سجن.. واستأنف ذووها عندما علموا بالأمر فتم تخفيفها إلى عشر سنوات.
واتصل ذووها بمن يعرفون في السودان الذي نقل القصة بحذافيرها لرئيس القضاء الأسبق مولانا “عبيد حاج علي” الذي اهتم وزار المسكينة في السجن، وسمع منها.. وروى قصتها لبعض أعضاء لجنة الحريات والحقوق الأساسية في الحوار الوطني حين عرضوا تكوين منظمة إنسانية للدفاع عن المظلومين، وحسبما علمت فإن اتفاقاً قد تم على تزويج تلك الفتاة لأحد شباب اللجنة على أن تكون الخطوة الثانية طلب عفو رئاسي عنها.
نتمنى أن يحالفهم التوفيق في مهمة إنسانية تستحق!