رأي

مسألة مستعجلة

أحداث جامعة كردفان!!
مسالة مستعجلة
أحداث مؤسفة ومحزنة تلك التي وقعت أمس الأول في جامعة كردفان بحاضرة ولاية شمال كردفان، وراح ضحيتها اثنان من الطلاب العزل، قتلا برصاص حي في حادثة هي الأغرب من نوعها في جامعتنا، ماتا لا لذنب اقترفاه أو معركة خاضا غمارها، ماتا إثر تداعيات حملة انتخابية للظفر باتحاد الطلاب!.. وحسب ما ورد في بيان للوحدة الطلابية أن ذلك كان في خضم سباق سياسي محموم ليكون الحصاد هو الأرواح البريئة بجانب جرح العشرات.   
تعجبت جداً أن يكون هذا الحدث في شمال كردفان التي تشهد تصالحاً سياسياً منقطع النظير، خصوصاً في عهد الوالي الحالي “أحمد هارون”، فقد جمع نداء النفير الذي أطلقه الوالي كل الأحزاب من أجل ولايتهم، تناسوا الخلافات السياسية ونهضوا إلى الإعمار والتنمية، إلا أن الصغار لم يفقهوا هذه الدروس المجانية وعادوا إلى النقطة التي تجاوزها الكبار من قيادات الأحزاب من تطاحن سياسي إلى ما هو أسوأ ليسجلوا بهذه الأحداث نقطة سوداء في سجل الممارسات السياسية التي لم تتعدَ في يوم من الأيام حدود الاحتدام والنقاش الساخن!
“الأبيض” عاشت يوماً طويلاً من الأحزان، وقد راح جراء الاعتداء العشوائي طلاب هم ضيوف أعزاء على الولاية،  من الجزيرة والبحر الأحمر وآخرون جرحوا وروِّعوا من فرط الأحداث المؤسفة.
بيانات متضاربة مطربة خرجت في الفضاء لا نعرف حتى يوم (أمس) صحة أي منها، صمتت السلطات المختصة في الولاية ليوم كامل لتترك المجال واسعاً لهذه الفوضى في المعلومات للرأي العام.
تفاصيل في مجملها غير مقنعة تلك التي حملتها البيانات، الجميع يريد أن يعرف حقيقة الأمر من هم هؤلاء الذين اعتدوا، وكيف دخل السلاح إلى حرم الجامعة؟
 حادثة جامعة كردفان هذه ينبغي أن لا تمر مرور الكرام، بل ينبغي أن تقف عندها سلطات الولاية والمركز لتعيد الحسابات ولتضع حداً لمثل هذه الممارسات التي يحرمها الشرع وهي قتل النفس بغير حق، تضع الحد حتى لو كان الخيار حظر النشاط السياسي في الجامعة، إذ لا معنى لسياسة يكون حصادها الأرواح البريئة.
حسناً فعلت إدارة الجامعة بأن علقت الدراسة حتى تهدأ أنفاس المذعورين من الطلاب وتختفي معالم الفزع وحالة الغليان، ولكن يجب أن يكون من قاموا بهذه الأحداث عبرة لغيرهم، فينبغي أن توقع عليهم أقصى العقوبة ولا تسلم من ذلك تلك الأحزاب والحركات التي دفعتهم لهذا القتل الشنيع، ينبغي أن تتم محاكمة سريعة وناجزة لكل المتورطين من السياسيين والطلاب ما ارتفع شأنهم، على الدولة أن لا تتوانى في حسم هذه الفوضى التي خلفت جرحاً غائراً لكل من فقد روحاً أو أصيب له طالب.
خالص التعازي لأسر شهداء هذه الحادثة وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين الذين يتلقون العلاج.. والله المستعان. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية