أخيره

في احتفال الصحيفة بعيدها (الرابع)… الحب في ذاتو مبرر كافٍ.. مشاهدات بلون (الحب والانتماء)..

(المجهر) تجمع “د. مصطفى عثمان إسماعيل” و”هاشم صديق”… و”سعد الدين إبراهيم” يغالب مخزون عينيه… 
كتب – محمد إبراهيم الحاج
بمثلما شدت مجموعة (عقد الجلاد) الغنائية بأهزوجتها الأثيرة لدى محبيها (الحب في ذاتو مبرر)، كان ذات الحب الذي بشرت به المجموعة الغنائية كافياً جداً ليكون العيد الرابع لـ(المجهر) الذي احتفت به أمس الأول في حديقة مبانيها الخلفية ليؤشر على ما يمكن أن تصنعه بيئة العمل في المؤسسة من نجاح يتواثب عاماً بعد آخر لتحفز تلك الاشراقات المتواصلة للصحيفة التي تدخل عامها الخامس رئيس مجلس إدارتها الأستاذ “الهندي عز الدين” ليؤكد أنها صارت الآن الأكثر تأثيراً في الساحة الصحافية السودانية كونها تتجاوز الفعل الصحفي إلى اقتراح المبادرات وإحداث التأثير المطلوب في كثير من القرارات المهمة.
“د. مصطفى عثمان” و”هاشم صديق”.. حب (المجهر) يجمعهما
اتسمت احتفائية (المجهر) ظهيرة أمس الأول بحشدها معظم عائلة الصحيفة تحت سقف الخيمة الأنيقة التي غطتها سحب الإلفة التي تبدت بين طاقم الصحيفة، وضمت ربما لأول مرة القيادي بالمؤتمر الوطني والكاتب الراتب بالصحيفة “د. مصطفى عثمان إسماعيل” وشاعر الجماهير “هاشم صديق” صاحب أعتى القصائد الثورية بدءاً بالملحمة ومروراً بـ(أذن الأذان) و(أضحكي) وحتى أغنيته الأخيرة (حكاية الوردة والشارع) التي شدت بها “نانسي عجاج” التي تمثل موقفاً واضحاً يتباعد كثيراً عن الموقف الايدولوجيا للدكتور السفير “مصطفى عثمان إسماعيل”، وتجاور الاثنان في الصف الأمامي وبدا الاثنان مفعمين بحب انتمائهما لمؤسسة (المجهر)، وكانت كلمات الشاعر “هاشم صديق” الذي أشار إلى أن التعامل المختلف الذي ظل يجده من صاحب (المجهر) منذ أن كان يتعاون الاثنان معاً في صحيفة (الأهرام اليوم).

“سعد الدين” و”هاشم صديق”.. حميمية اللقاء

بدا لحضور الاحتفال أمس الأول الغبطة الكبيرة والحب الذي لم تنل منه سنوات الابتعاد بفعل ظروف الحياة وتقلباتها بين الشاعرين الكبيرين “هاشم صديق” و”سعد الدين إبراهيم”، وكان كليهما لا يفتأ في مداعبة الآخر، فحينما تحدث “هاشم صديق” في المنصة قال بأن “سعد الدين” طلب منه أن يجلس بجواره حتى يسترجعان بعض الذكريات، إلا أن “هاشم” رسم على ملامحه بسمة كبيرة، وقال إنه رد عليه بأنه إذا جلس يجاوره فلن يستطيع أن يلقي شعراً وسيكتفي بالضحك فقط، ورد عليه “سعد الدين” أثناء حديثه بقوله أن “هاشم صديق” على عكس ما يعتقد كثير الناس من أنه متجهم فهو صاحب نكتة وطرفة وخفيف الظل، وبدأ في سرد واقعة حدثت معه قبل سنوات طويلة عندما كانا يعافران مصاعب الحياة ووقتها انتشر عدد من الشعراء في الساحة كان الاثنان يبحثان عن مكان لتناول وجبة العشاء فيه ورست أقدامهما عن واحد من بائعي (الفول) وعندما لمحهما خاطبهما بقوله (أنا شاعر انو انتو جعانين) فعاجله “هاشم صديق” بقوله: إنت برضو بالله شاعر؟.
 التيجاني حاج موسى.. يغني..
وصل الشاعر الكبير “التيجاني حاج موسى” إلى مكان الاحتفال متأخراً بعض الوقت وآثر الوجود في الصفوف الخلفية، إلا أن مقدمة الحفل “أم وضاح” رمت بأحداقها تجاهه، وطلبت منه الحضور إلى المنصة ليدلق على الحاضرين من فيض رومانسيته و(حنيته) التي سارت بها ركبان العشاق في السودان ردحاً من الزمان منذ عهد (أمي الله يسلمك) إلى (واحشني) أو (قصر الشوق) وغيرها من الأغنيات التي ساهمت بقدر كبير في تشكيل المزاج والوجدان الرومانسي السوداني، فجاء “التيجاني” إلى المنصة، وقال إنه سوف يفاجئ الحضور بالغناء اليوم، وطفق ينادي العازفين الذين كانوا غير موجودين في مكانهم ما اضطره إلى الترنيم منفرداً، وخاطب الحضور بقوله: لو كان العازفين موجودين كنت غنيت ليكم غنا عمركم ما سمعتوهو).

حضور بطعم (الحب)

كانت الابتسامة لا تفارق أغلب الحاضرين واتفقوا أن احتفال هذا العام كان الأكثر جمالاً والأكثر دهشة رغم بساطته.. فقد استمر زهاء الخمس ساعات ولم يحس معظم الحضور بالوقت يمضي تظلله قيمة الانتماء.. وكان مدير إذاعة (صوت الأمة) “عوض أحمدان” بجلبابه الناصع يمنح المعلومة لمسامريه.. وتحدث السفير “كرار التهامي” عن علاقته الوثيقة بـ(المجهر).. ووصف “هاشم صديق” (المجهر) بأنها مثل الفريق القومي.. وتحدث “سعد الدين إبراهيم” بشجن وحب عن (المجهر) وحبس مخزون عينيه كثيراً وغالبها حتى لا تفضح حبه للمؤسسة وهو يهب الحاضرين كلماته الرشيقة التي تماثل قلمه الحصيف.. ووصف رئيس مجلس الإدارة الأستاذ “الهندي عز الدين” الصحيفة بأنها صحيفة (رؤساء التحرير) لاحتوائها على عدد كبير من رؤساء التحرير السابقين وتأكيده على أنها تفتح أبوابها لكل ألوان الطيف السياسي، وقوله إن الصحيفة تقف مع الشعب في قضاياه الرئيسية ضد الحكومة، وتقف مع الحكومة في كل ما يخص مس ثوابت البلاد الأساسية..
بنات (المجهر) سمحات و(عديلات)
بوجود شاعره “هاشم صديق” في خيمة الاحتفال كأنما كانت تطوف في الأرجاء صدى قصيدته التي يناجي فيها بنات السودان بقوله:
 أغنيلكن بنات بلدي
غنايا ما غنا العاشقين
في وصفة الضحكة
واللفتة ورموش العين
أغنيلكن غنا الشايف
في عينيكن
صباح بلدي
وثبات جلدي
وعزم السطر والتاريخ
بسن الغضبة والسكين
فكانت بنات وسيدات (المجهر) فراشات تحلق على الجميع بثوبهن الأبيض الوضاء يمنحن الابتسامة المشرقة ويهبن حميمية الأخت والأم والزميلة.. فجلست الوقورة وأخت الجميع “رقية أبو شوك” بهدوئها المعروف في آخر الصف.. وتنقلت “إيمان عبد الباقي” كفراشة بثوبها الرائع، وتصلبت وقتاً طويلاً أمام أغنية (لأنك عندي كل الخير) التي شدا بها الثلاثي (يس وخنساء وحدربي)، وجاءت الهادئة “نجدة” بابنها للاحتفال، والتزمت “هبة محمود” مكانها ولم تفارقه.. وخرجت “فاطمة مبارك” عن صرامتها المهنية المعروفة… فيما كانت قلوب الجميع مع الزميلة “منى ميرغني” التي التزمت صالة التحرير تواصل عملها بسبب رحيل والدها قبل أسابيع… كانت الزميلتان بالقسم الفني “نادية” و”هند” الأكثر تفاعلاً مع فقرات الحفل.. فيما تحزمت الزميلة “أم وضاح” في تقديم الحفل وتألقت ووجدت الإشادة من المتابعين.
شباب (المجهر).. (أخوي المابنقدر)
كان شباب (المجهر) بقيادة مدير التحرير الصبور الغيور على مهنته “نجل الدين آدم” و”محجوب عبد الرحمن” و”طلال إسماعيل” و”لؤي” و”خالد الفاضل” و(حمبشة) الجميل “عامر باشاب” بمثابة (الدرق) الذي لا يميل مع عاديات الأيام وظروفها.. ووقفوا طوال فترة الاحتفال على خدمة الناس ولم تفتر لهم همة.. أو يثبط لهم عزم.
“صلاح حبيب” (يلحق) الصور التذكارية
لم يتمكن رئيس التحرير الأستاذ “صلاح حبيب” من اللحاق بفقرات الاحتفال بسبب سفره في مهمة صحفية خارج البلاد، ولكن عندما انتهى الاحتفال واصطف الناس لالتقاط الصور التذكارية فاجأهم الحبيب “حبيب” بالحضور وهو يطلق بسمته الناصعة (أنا جييييت) ووقتها أطلق الجميع أساريرهم لحضور رئيس التحرير وكأنما كان يجسد مقولة (أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي)..

“هاشم صديق”.. مطلب الحضور الأول

ربما أنه من الحالات النادرة التي يظهر فيها الشاعر “هاشم صديق” الذي اشتهر بصرامته الشعرية منفرج الأسارير طوال ساعات.. بما لقلة ظهوره وارتباط ظهوره بكثير من القضايا الفكرية والحياتية تحتم عليه مثل هكذا ظهور.. ولكن “هاشم صديق” الذي وصفه صديقه الشاعر “سعد الدين إبراهيم” بصاحب النكتة الحاضرة كان أمس الأول لا يفتر ثغره عن الابتسام وتفاعل كثيراً مع الأغنيات التي قدمها الرباعي (الصادق شلقامي ويس وخنساء وعمر حدربي).. حرص معظم الزملاء على التقاط الصور التذكارية معه.
أغنيات بلون (المناسبة)..
تألق الفنانون الذين شاركوا (المجهر) احتفالها أمس الأول بقيادة مطرب الحماسة “الصادق شلقامي” صاحب الصوت القوي الذي وصفه الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” بأنه (أقنع وأشبع)، واستجاب لرغبة رئيس مجلس الإدارة في أن يردد أغنية (أنا سوداني) للراحل “العطبراوي”، فيما قدم الثنائي (يس وخنساء) أغنيات من الزمن الجميل تجاوب معها الحضور كثيراً، وقدم الفنان الشاب “عمر حدربي” صوتاً غنائياً مبشراً، ولكن كانت مفاجأة الحفل هو غناء الثلاثي (يس وخنساء وحدربي) أغنية (لأنك عندي كل الخير)، وأظهر الثلاثي تجانساً وتفاهماً وبدت طبقات أصواتهم مكلمة للبعض حتى أنني همست في أذن “عوض أحمدان” بأن هؤلاء الثلاثي سوف يكتسحون الساحة في حال التأموا في فرقة غنائية واحدة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية