شهادتي لله

"مصر" و"السعودية".. مكاسب بالكوم !

{بعد زيارته الناجحة لـ”مصر” وصل  الملك “سلمان بن عبد العزيز” عاهل المملكة العربية السعودية إلى تركيا، مستبقاً قمة دول التعاون الإسلامي بثلاثة أيام.
{ويبدو حسبما يرى خبراء أتراك أن خادم الحرمين الشريفين يلعب دور الـ(وسيط) بين “مصر” و”تركيا” اللتين ساءت علاقاتهما في أعقاب الإطاحة بحكم الرئيس السابق “محمد مرسي”، وتقف “أنقرة” بقوة وعلانية مساندة لجماعة (الإخوان المسلمين) انطلاقاً من خلفيات القيادة التركية الحاكمة (الإسلامية) ورؤيتها وسلوكها (الديمقراطي)، من خلال واقع تجربة حزب (العدالة والتنمية) بقيادة “رجب طيب إردوغان”.
{السعودية تمثل نقطة التلاقي بين مصر وتركيا، فكلاهما يشارك بدرجات متفاوتة في التحالف العسكري الذي دعت له المملكة، مع إعلان تدخلها في “اليمن” لصالح دعم الشرعية في مواجهة (الحوثيين) المدعومين من “إيران” .
{السعودية كسبت استعادة جزيرتي “تيران” و”صنافير” على البحر الأحمر اللتين كانتا تابعتين للسيادة المصرية منذ العام 1950م، وكسبت مصر توقيع أكثر من (14) اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات التنمية والإعمار والخدمات، أبرزها تأسيس صندوق استثمار مشترك برأسمال (16) مليار دولار، وتمويل احتياجات مصر من البترول لمدة (5) سنوات بمبلغ (20) مليار دولار بفائدة (2%) وفترة سماح تزيد عن ثلاث سنوات، وإنشاء جامعة “سلمان” في جنوب سيناء بتكلفة (300) مليون دولار تكتمل في العام 2018م، إضافة لإنشاء جسر الملك “سلمان” بتكلفة (4) مليارات دولار، وتطوير وتأهيل مستشفيات (القصر العيني) التابعة لجامعة القاهرة  تحت رعاية الملك “سلمان”.
{ وكانت الجامعة قد منحت جلالته درجة الدكتوراة الفخرية في احتفال مهيب، كما منحه الرئيس “السيسي” (قلادة النيل)  أرفع وسام مصري، وخاطب الملك البرلمان المصري في أول سابقة من نوعها .
{كل ما تحقق من مكاسب دبلوماسية تحولت لفوائد اقتصادية ضخمة لمصر، وإنجازات سياسية ومعنوية للقيادة السعودية تمثلت في استرجاع الجزيرتين لسيادة المملكة، تدفع “الرياض” قدماً للعب دور أكبر في تقريب الشقة بين “القاهرة” و”أنقرة”.
{ولا شك أننا سنلحظ خلال الفترة القادمة تهدئة في ما يتعلق بملف (الإخوان) في مصر، مترافقاً مع إشارات بوقف العدائيات والحملات الإعلامية المستعرة بين مصر وتركيا .
{السعودية من مصلحتها عودة الصفاء بين دولتين كبيرتين من أعضاء التحالف الإسلامي الذي تستضيف هي مقر قيادته ومركز خططه وبرامجه، وتتكفل بتمويله .
{مبروك للأشقاء في مصر هذه المكاسب الاقتصادية الهائلة.. مبروك للإخوة في السعودية عودة (الجزيرتين).. وعودة الروح لزعامة عربية ظلت غائبة .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية