رأي

مسألة مستعجلة

صرخة تحالف المزارعين إنذار مبكر!
نجل الدين ادم
اهتمت عدد من الصحف السيارة (أمس) ببيان تحالف مزارعي مشروع الجزيرة والمناقل الذي حذر من فشل  حصاد محصول القمح هذا العام، لعدة أسباب أهمها عدم الاستعداد المبكر وتوفير الحاصدات الكافية والمعينات  الأخرى له، بجانب عدم الالتزام بأسعار الحصاد التي ارتفعت إلى ثلاثة أضعاف، كل ذلك يحدث رغم تحقيق المشروع إنتاجية عالية من نوعها.
بدا واضحاً أن الإصلاحات الأخيرة وتوجيهات الرئاسة بدأت تؤتي أكلها في استقرار الري مما انعكس إيجاباً في زيادة الإنتاج وهذا ما يرجوه الجميع، لكن تحذيرات التحالف هذا بغض النظر عن أي مواقف سابقة له بالوقوف ضد قانون 2005 أو غيره، إلا أن الحكومة بحاجة أن تقف عند مخاوفه هذه وأن لا تتجاوزها قبل أن تتقصى الأمر، والحكومة هنا ليست وزارة الزراعة وحدها، بل وزارة المالية التي دفعت لإحياء المشروع، وأيضاً تدفع الآن لشراء المحصول لتحفيز المزارع، هذه النقاط جوهرية ينبغي أن لا نهملها، بل على كل أجهزة الدولة التعاون من أجل معالجتها.
(أمس) طالعت أن وكيل وزارة المالية سجل زيارة ميدانية للمشروع بصحبة وزير الدولة بالزراعة ومدير البنك الزراعي، وقد وقف بالفعل على المشاكل والمعوقات التي تقف أمام الحصاد بالمشروع، وقد التزمت وزارة المالية مجدداً بشراء محصول القمح بأسعار تشجيعية للمزارعين، من قبل حدث التزام من المالية أيضاً لكن يبدو أنه اصطدم بعقبة عدم التنفيذ، وهذه واحدة من مشاكلنا نهتم فقط بالبدايات وما غير ذلك يترك جنباً، وهذا ما حدث، وإلا لما صرخ تحالف المزراعين من هذه المشكلات.
حسناً أن حدثت توجيهات ميدانية جديدة من قبل وزارة المالية والزراعة على السواء في معالجة المشاكل الماثلة خلال زيارتهم، ولكننا نحتاج بشدة إلى متابعة تنفيذ القرارات الصادرة من المسؤولين، فالمتابعة عنصر مهم لنجاح أي مشروع.
أتمنى أن لا تعيد إدارة مشروع الجزيرة والحكومة الاتحادية على السواء، الناس إلى الوراء بعد الإرادة السياسية التي أعلنتها رئاسة الجمهورية بإعادة المشروع إلى سيرته الأولى خلال هذا العام والذي سبقه.
حظيت ولاية الجزيرة والمشروع بثلاث زيارات مهمة، أولها لرئيس الجمهورية، حيث أطلق البشريات لأهالي الولاية وأهل السودان جميعاً بأن مشروع الجزيرة سيعود إلى ما كان عليه في الماضي، الزيارة الثانية كانت لنائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” والثالثة كانت للنائب الأول للرئيس الفريق أول “بكري حسن صالح”، هذا غير زيارات المسؤولين بوزارة الزراعة والمالية والبنك الزراعي.
إدارة المشروع لعبت دوراً كبيراً في هذا التحول والتطور، لذلك ينبغي لها أن تكون أحرص ما يكون لتنفيذ التوجيهات الرئاسية ومعالجة أوجه القصور والانتباه لأي ملاحظات من أي جهة كانت طالما أنها تنم عن حرص على المصلحة العامة.
حالة (الهارموني) بين الشركاء في مشروع الجزيرة مهمة جداً، لأنها تنعكس إيجاباً في زيادة الإنتاج والإنتاجية، والعكس تماماً إذا حدث عدم التناغم، فإن ذلك ينعكس سلباً في تراجع المشروع إلى الوراء، لذلك مطلوب من إدارة المشروع المزيد من الحكمة للعبور بهذا المشروع إلى بر الأمان.. والله المستعان. 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية