الديوان

رئيس مسرح الولايات المتجول في حوار الصراحة

نحن مظلومون ظلم الحسن والحسين وشاهدنا الجمهور
موجوعون من الإعلام.. وهؤلاء سرقوا أفكارنا ونفذوها مشوهة
حوار- صديق دلاي
يتفق معظم السياسيين والمثقفين على أهمية الريف والأطراف والهامش بكونها مصدراً لتوازن المجتمع وتحديد عافيته كما تقول الحكمة القديمة (أعطني مسرحاً أعطيك شعباً)، فالمسرح المتجول هو جوهر إنجاح سياسة الحكم الاتحادي. ولعل فكرة الدورة المدرسية مؤسسة من تبديات المسرح المتجول، فحينما نجد غناء الطنبور يغرد في سماء سوق نيالا فإنه يعني السلام المجتمعي الذي يقود للاستقرار السياسي، ومثله تراث دارفور في سوق مروي ودنقلا، ومثله المهرجانات الاتحادية وهي قادمة من الولايات وبدون الاهتمام بالمسرح المتجول لن تكون كل هذه الفتوحات ممكنة.
جلسنا مع الأستاذ “توفيق أحمد الحسن” رئيس مسرح الولايات المتجول والتابع لوزارة الثقافة الاتحادية، وجدناه مرهقاً يتجول بقدميه لكي يقول تبت يدا المستحيل وهو يستعد لموسم جديد في رحلات المسرح المتجول مع تجاهل تام من كل الجهات الرسمية، حاورناه لنفهم الصورة كاملة.. فإلى تفاصيله.
{ مسرح الولايات المتجول.. هذا مشروع كبير.. مشروع دولة؟
– نحن نعمل تحت إمرة الدولة، ونحن جزء من وزارة الثقافة لكننا في الحديقة الخلفية المجهولة.
{ ماذا تعني بالحديقة الخلفية؟
– سوء فهم متراكم والله المستعان.
{ ربما الفكرة جديدة على الولاة ونظام الحكم لا يهتم بالثقافة والمسرح أصلاً؟
– أبداً، نحن لدينا إنجازات مهمة في معظم ولايات السودان وحققنا رضا عاماً، لكن هناك من يرفض لنا هذا النجاح ويضعنا في تلك الحظيرة.
{ ما هي إنجازاتكم؟
– نحن أصلاً مسرح متجول لنشر الوعي ومحاربة العنصرية ورعاية المبدعين في كل أنحاء السودان، وفعلنا الأعاجيب في هذا المضمار.
{ أنتم مظلومون؟
– نحن مظلومون ظلم الحسن والحسين، وشاهدنا الجمهور وليس المسؤولون.
{ شوية إعلام والحكومة تسمع بكم وتعوضكم بعضاً من الاهتمام؟
– نحن موجوعون جداً من الإعلام لأنه يتجاهلنا وهو (فاهم) دورنا وقدراتنا، ومن (المجهر السياسي) التي نشكرها على هذه اللفتة الواعية نقول للبقية (عيب عليكم) محاربة مسرح الولايات المتجول.
{ والولاة برضو عيب عليهم؟
– باستثناء “أحمد هارون” و”أيلا” و”علي مهدي”.
{ “علي مهدي” ليس والياً؟
– أعرف ذلك، هو مدير مسرح البقعة وقدم لنا كل الممكن برعاية كريمة وباستمرار، كلما جئناه خرجنا منه مبسوطين.
{ ثقتنا أن الولاة لا يحاربون مسرحاً يأتيهم في ولاياتهم؟
– والله العظيم قدمنا خطاباً لوالي الشمالية ومنتظرين (17) يوماً ما جاءنا رد، والسبب دكتاتورية مدير مكتبه الذي يوصل ويحجب بمزاجه والوالي آخر من يعلم.
{ وكيف يقابل الناس أمير المؤمنين؟
– اسأل أي واحد في دنقلا جاء لمقابلة الوالي وإن كان وفداً كبيراً لن يجد طريقة لمقابلته إلا في المسجد عند الصلاة ولمدة دقيقة ونصف الدقيقة.
{ بأية حجة يمنع مدير مكتب الوالي الناس من مقابلة الوالي؟
– بحجة أن الوالي في اجتماع بالرغم من أننا زرعنا مئات من شجر النخيل في (5) محليات ونستثني معتمد القولد “مهدي بيرم”، رجل مثقف ويقدر المسرح المتجول.
{ ربما لم تقنعوا هؤلاء الناس بأعمالكم؟
– إنت رأيك شنو في “بلقيس عوض” و”حاتم حسن الدابي”، تلك هي مقدمتنا في مسرح الولايات المتجول، والسؤال لماذا تفهم “هارون” و”أيلا” جهودنا بينما منعونا في الولاية الشمالية بسبب (مدير مكتب يعمل بأجندته).
{ غريبة؟
– الغريب إنو وزارة الثقافة الولائية طلبت منا أجرة المسرح، ما بيخجلوا، ونحن جئنا بفرق أكروبات وموهوبين ومسرحيين لنقيم لهم ليالي ثقافية.
{ هل ذهبتم لدارفور إن كنتم فرقة قومية؟
– لم نذهب، لكن بسبب الإمكانيات فقط وليس كما يدور في ذهنك.
{ أنصحكم أمشوا للرعايات الكبرى؟
– هؤلاء لا يهتموا بنا وكثيراً ما يقومون برعاية برنامج لا يخدم الجماهير كما نحن.
{ البلد دي محكومة بالمؤتمر الوطني وهو يريد استقرار الأوضاع وتماسك المجتمع اذهبوا لهم ليدعموكم؟
– سرقوا أفكارنا ونفذوها مشوهة.
{ السكة صعبة؟
– لن نستسلم أبداً.
{ ولكن كيف الحل؟
– نحن واثقون، ومرة الأستاذة “بلقيس” خاطبت طلاب جامعة البحر الأحمر وأبكتهم، وفي ربع ساعة اتحد الكل تحت لافتة الوطن الكبير السودان.
{ وما هي أهم أهدافكم؟
– نربط إنسان الريف بالمركز من خلال تآلف المسرح المتجول، وعندنا أمل كبير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية