أخبار

خربشات الجمعة

(1)
{ “عبد الحميد موسى كاشا” من السياسيين الموهوبين جداً في الخطابة ومعرفة أشواق الجماهير، وكيف يصبح قريباً منهم.. “كاشا” رغم سنوات عمره الطويلة في السلطة لم يصب حتى الآن بأمراض الحكم التي تودي بحياة السياسيين إلى مقابر النسيان وفقدان المواقع.. بسيط جداً في لغته، قريب من عامة الناس بتواضعه حتى في مظهره العام (يرتدي) أحياناً (قميص نصف كم) على طريقة كبار السن حيث يحرص بعض الكبار ممن تجاوز عمرهم الخمسين على ارتداء القمصان المزركشة وبنطال الجينز في محاولة لإعادة عقارب الساعة للوراء، لكن هيهات.. وكذلك النساء حينما يتجاوزهن قطار الزواج يبدين زينتهن (للغاشي والماشي)، لكن العهدة على الرواة أن النساء العوانس في الخدمة المدنية الحكومة أكثر (حنقاً) و(معاكسة) للرجال انتقاماً من تجاهلهم لهن حتى دب في أوصالهن الشيب ورسم تجاعيده في وجوههن.. عودة “كاشا” السياسي الذي حينما يتحدث يشعر المتلقي أنه قريباً منه (قرب الحدقة للسان) كما يقول “الشريف زين العابدين الهندي”.. في حديثه (السبت) الماضي أمام المزارعين بجامعة بخت الرضا، عبر “كاشا” بصدق عن خواء وعدم جدوى اللقاءات الجماهيرية في حلحلة قضايا شائكة مثل التعليم والزراعة بقوله إن اللقاءات الجماهيرية ليست ذات جدوى في إيجاد حلول لمشكلات الناس وقضاياهم، حيث يطغى على اللقاءات الجماهيرية الهتافية ورفع الشعارات (الله أكبر الله أكبر)، ولا حل لقضايا الزراعة والصحة إلا بجلوس الأطراف جميعاً اتحادية وولائية وتحمل كل جهة مسؤوليتها، لذلك قال “كاشا”: (أوقفنا اللقاءات الجماهيرية).. وقد وجدت العبارة صدى واسعاً وتفاعلاً كبيراً في وسائط التواصل الاجتماعي، و”إبراهيم محمود حامد” قال إن د. “كاشا” (سياسي يعرف كيف يصنع النجاح) وفي ذات الوقت يعرف كيف يوظف الأحداث الصغيرة لصالح مشروعه السياسي.. وحينما شعر “عبد الحميد كاشا” أن تجربته في ولاية شرق دارفور تعتريها مصاعب ومشاكل تقدم باستقالته لرئيس الجمهورية، وظن الكثيرون أن تلك استقالة ستعصف باسمه من كشوفات الإنقاذ وتحيله إلى كرسي المعاش والفاقد التنفيذي والدستوري، وحتى “كاشا” نفسه ذهب لتدبير شأنه الخاص وأسس مركزه لفض المنازعات.. لكن الرئيس “عمر البشير” معجب بشجاعة “كاشا”، ولأن الرئيس “البشير” مغرم ومعجب بفراسة البقارة الذين يبادلونه الإعجاب والحب وكثيراً ما يقولون: (ما يربطنا بالإنقاذ “عمر البشير”- خاصة المسيرية والحوازمة والرزيقات- إذا ذهب “البشير” من السلطة ربما تكون لنا تقديرات أخرى)، لذلك وضع الرئيس ثقته في “كاشا” مرة رابعة وأسند إليه منصب والي النيل الأبيض وفتح له خزائن “بدر الدين محمود” وأبواب القصر.. وقد حقق “كاشا” حتى اليوم نجاحاً جعل الرئيس يمضي في ولاية النيل الأبيض يومين متتاليين ويعقد اجتماعاً لمجلس الوزراء تعبيراً عن رضا المركز عن “كاشا”، الذي يحظى أيضاً بإعجاب وثقة عامة المواطنين، لكن “كاشا” أصبح مغضوباً عليه من الإمام “الصادق المهدي” بسبب إصراره على إنصاف الأنصار المظلومين ومنحهم أمتاراً ليسكنوا في الجزيرة أبا، بعد أن كان آباء “كاشا” من الأنصار قد استبدلوا أمتار الأرض في الدنيا بأمتار في الجنة يوم القيامة.. أخشى على “كاشا” من أن يصيبه غضب الأمام “الصادق” ولعنته التي (تلحق المسؤولين في الدنيا قبل الآخرة)، كما كانت تقول عمتي عليها رحمة الله “عائشة عبد الرحمن” (جقو) ونحن ننتقد حكومة السيد “الصادق” أمامها وكثيراً ما تغضب منا إذا تحدثنا عن ابن أختها “عبد الرسول النور إسماعيل” وكان حاكماً لكردفان حينذاك، فتقول: (يا أولاد والله أنا خايفة عليكم من أن تصيبكم لعنة سيدي الصادق أبو جلحة نور أم درمان).. فهل معركة “كاشا” حول أراضي الجزيرة أبا ستدفع الإمام “الصادق” للعودة وقطع هجرته الاختيارية حتى لا يجد “كاشا” قد خرب الجزيرة أبا بالتخطيط وتوزيع الأراضي وضرب معاقل ولاء حزب الأمة (بفأس الإنقاذ).
(2)
سألني العمدة “بخاري محمد الزبير” عمدة الحوازمة دار نعيلة وهم بطن كبير من بطون قبيلة الحوازمة عرفوا بالشجاعة والثبات في معارك دحر التمرد من جبال النوبة.. وقد تغنت الحكامات- أي شاعرات العرب البدو- عن بسالة فرسان دار نعيلة عندما تصدوا لهجوم التمرد على منطقة (الكندماي)، وهي مورد ماء يقع جنوب شرق الدلنج على طريق هبيلا.. فاستبسل المقاتلون بالأسلحة الخفيفة وهم يواجهون أسلحة الجيش الشعبي الفتاكة.. وقد كتب هؤلاء في سفر بطولات الأهالي ما لم يجد توثيقاً ولا يذكره أحد.. سألني العمدة “بخاري” عن الدكتور “محمد يوسف الدقير” وزير الثقافة والإعلام والناطق الرسمي باسم حكومة الخرطوم ما هي علاقته بكردفان.. و”بخاري” ومثله كثيرون يعدّون “محمد يوسف الدقير” من الخرطوميين، وهؤلاء يجهلون تاريخ التاجر “يوسف الدقير” أحد أعيان قبيلة المسيرية ورموزها في مدينة المجلد.. و”يوسف الدقير” والد “جلال” و”محمد” جذوره من الجزيرة ومسقط رأس الأسرة الكبيرة في ود مدني، لكن والده هاجر إلى غرب السودان واحتضنه المسيرية فأصبح مسيرياً من (أولاد كامل) بيت النظارة والعلم والثروة، وحينما كان “محمد يوسف الدقير” مديراً لمكتب “الفاتح بشارة” الانتفاضة كان قريباً جداً من المسيرية.. وأول من فتح خطوط تواصل بين “جلال الدقير” المعارض في لندن والإنقاذ قبل ميلاد المؤتمر الوطني هو البرلماني “حسن صباحي” والبرلماني “الخير الفهيم”.
وقد اندهش بعض قيادات الحوازمة لوجود الأخ الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس إدارة الصحيفة في منزلي يوم (الأربعاء) الماضي وهو يعانق العمد والأمير “بقادي” كأنه واحد منهم.. و”الهندي” أيضاً له صلات عميقة بغرب كردفان/ كان والده “عز الدين عمر” من أعيان مدينة بابنوسة وهو يعمل مفتشاً للزراعة بجنوب كردفان وهو زميل المتمرد “تلفون كوكو”، ولـ”الهندي” علاقات أيضاً بأسرة “جلال الدقير” من جهة أمه الحاجة “رقية” وهي ابنة خالة الأستاذة “هدى” زوجة “جلال الدقير”.. وبين الأخ “عز الدين عمر” الاتحادي الممزق الأحشاء بسبب ضعف الحزب الكبير وحالة السيولة التي يعيشها وبين الأخ “الخير الفهيم المكي” البرلماني والسياسي المخضرم علاقات وثيقة وصداقات مثل صداقة “الخير” بمدير البوستة السابق في بابنوسة الأستاذ “حسن أمين” والد الصحافية المتمردة والكاتبة “عفاف حسن أمين” التي تنتسب أيضاً لغرب كردفان، ومثلها كذلك الأستاذ “محجوب فضل بدري” الذي كان موظفاً بالسكة الحديد ببابنوسة.. فهل يعدّ كل هؤلاء اليوم يمثلون قسمة السلطة لغرب كردفان خاصة د. “جلال” مساعد الرئيس الذي لم يبعده موقعه الرفيع عن قلوب أهله المسيرية.
(3)
بعد غد (الأحد) يخوض فريق الكرة بنادي الهلال مباراة الرد أمام فريق الأهلي الليبي الذي جرع الهلال الهزيمة في المباراة الأولى.. وقد كان الهلال محظوظاً وهو يخرج بهدف وحيد في شباكه، وكان يمكن في تلك الأمسية أن تنوء شباك الهلال بالأهداف لكن ربك لطف وستر وجاءت (خفيفة).. أمام الهلال فرصة لرد الدين وهزيمة الفريق الليبي الذي يلعب بدون جمهور ولا أرض بعد أن فقدت ليبيا وجودها، فأصبحت تونس هي الأرض البديلة!! يستطيع الهلال هزيمة الفريق الليبي والصعود للمرحلة القادمة إذا لعب بمسؤولية وحرارة قلب، واستغل الهلال عامل الطقس وأدى المباراة في تمام الرابعة عصراً.. بعد أن لعب معظم مبارياته الدورية عصراً.. لكن من يقنع الكاردينال بأن (التيس) لا يحلب لبناً.. و(الممعوط ما بطير).. ربي انصر الهلال في ضعفه فنياً وثرائه مادياً.. ربي اكتب لشعب الهلال الصابر المكلوم فرحة بعد أن طالت ليالي أحزانه، وجفت الابتسامات في الشفاه بسبب الذي كنا نظن أنه من يداوي جراحنا، ويجمع شملنا، ويعيد لنا هلال “صلاح إدريس”.. ولكن.. وآه من لكن هذه.. وكل جمعة والجميع بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية