رأي

عابر سبيل

السودان و”أبو الغيط”!
ابراهيم دقش
بين أهل قطر ومصر – على مستوى الحكومات على الأقل – مشاددٌة ومحاززة مستمرة لها أسبابها ودواعيها وشواهدها، وفضائية (الجزيرة) أضافت إلى حبال التوتر بين البلدان (فتلة) بعد موقف حكومة السيسي المناوئ منها.. وأيٌ كان الكيل، وأي كان الميزان بالنسبة للاثنين، فالسودان حرص – فيما أعلم – على التطبيع مع نظام المشير “عبد الفتاح السيسي” من منطلق المصالح المشتركة والثوابت الأزلية.. ولهذا تمنيت من قلبي لو أن السودان تعامل مع ترشيح مصر لوزير خارجيتها الأسبق “أحمد أبو الغيط” لمنصب أمين عام جامعة العربية بواقعية على أساس أن البلد هو المعني وليس الشخص المرشح وذلك بالتجاوز عن “مرارات”  قديمة أو “صدامات” ماضية على أيامه في وزارة الخارجية المصرية، فالذي حدث أن “قطر” و”السودان” اعترضتا على شخص المرشح من خلال التحفظ عليه.. وإن ركز السودان على تأجيل الانتخاب لمدة شهر.. وقد أسفت حقيقة لعدم مقابلتي للبروفيسور “إبراهيم غندور” – وزير خارجيتنا – مسبقاً نظراً لوجودي خارج الديار في الشهر الماضي، وأنا أثق في “تقديرات” الرجل ثقتي في “تبريراته”، فقد كنت أنوي مصارحته بأن “أبا الغيط” في عداد الأصدقاء، وأعرف فيه (صعيديته) وطرائقه في حفظ الود، بدليل أنه حرص على إيصالي كتابين صدرا له مؤخراً عن تجربة مصر في الحرب والسلم كما عايشها، وعن تجربته الشخصية في الحكم وبأسلوبه الفريد تمكن من توصيلها لي في عقر داري بأم درمان، وشخص يفعل ذلك هو بالتأكيد ليس (عادياً)، ومن هنا كان أسفي أن يتحفظ السودان على ترشيحه مع دولة قطر، وتذكر الأنباء كلها التحفظ القطري وتتجاهل السوداني، وحتى عندما تمت التسوية السياسية أبرزت الأنباء أن “قطر” حرصاً منها على الوفاق العام في انتخاب الأمين العام تنازلت عن تحفظها على المرشح، دون أي ذكر لبلدنا الحبيب.. لقد “شلناً” باختيارنا “وش” القبيح، فيما خرجت “قطر” من الموقف مثل الشعرة من العجين.. أو على الأصح أصبحنا (الوحيدين) الذين أشهرنا السيف في وجه “أبو الغيط”، في وقت اختارت دولة نعرف “الغياب” حتى تتفادى الحرج.. ومع ذلك فأنا أدرك أن “البروف” غندور قادر على محو آثار المعركة التي كانت في تقريري في غير ما معترك! وأعلم أنه سحب تحفظ السودان بهدوء ودون ضجة وسجل في ذات الوقت كسباً للسودان سيعلم به الناس في مقبل الأيام!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية