رأي

بعد ومسافة

تاني..؟
مصطفى أبو العزائم
 
طالعت في عدد الأمس من هذه الصحيفة وفي صفحتها الفنية التي يعدها المحرر النشط “محمد إبراهيم الحاج”، طالعت (جملة) من الأخبار الكبيرة والصغيرة عن برنامج (أغاني وأغاني) أحد أشهر البرامج التلفزيونية الموسمية في بلادنا، الذي بدأ قبل سنوات من قناة النيل الأزرق، ونجح في استقطاب أكبر كم من المشاهدين– خاصة الشباب– لم يستقطبهم برنامج تلفزيوني من قبله في عهد المنافسة الفضائية الحرة.. والمفتوحة.
قبل الغزو التلفزيوني الفضائي كان برنامج (فرسان في الميدان) الذي قدمه الأستاذ “حمدي بدر الدين” من أكثر البرامج التلفزيونية مشاهدة في ثمانينيات القرن الماضي، مثل برامج سبقته كانت تقوم على أنها برامج جماهيرية تتضمن مسابقات وجوائز، من بينها (تحت الأضواء) الذي أعده وقدمه الأستاذ “حمدي بولاد”، و(بدون عنوان) الذي أعده وقدمه الأستاذ “محمد سليمان”.. لتظهر برامج أخرى كسهرات أو برامج ربط، لكنها كانت تحظى بمشاهدة عالية، مثل (أمسيات) للراحل الأستاذ “متوكل كمال” وهذا في فترة السبعينيات، أو برامج أخرى مثل (أيام لها إيقاع) للأستاذ “حسين خوجلي”، أو حتى برامج يومية جاذبة مثل (من الخرطوم سلام) الذي استمر يومياً لثلاث سنوات متصلة دون انقطاع، وكنت معداً لأحد أيام بثه– كل سبت– غير برامج الرياضة والمسلسلات.
التلفزيون لم يعد وحيداً، فقد دخلت قنوات وقنوات، وعملت كل قناة على جذب اهتمام المشاهدين، من خلال برمجة جيدة ومحكمة تخضع لدراسة واقع المطلوبات لدى المشاهدين من خلال إجراء مسح عام واستبيان شرائح اجتماعية تمثل– قدر الإمكان– كل مشاهدي القناة التي تريد المنافسة.
القنوات التي يديرها أصحاب الخيال الواسع، هي التي تحقق النجاح تلو النجاح، ولا تشيخ ولا تكرر تجاربها بذات الشخوص في كل موسم، ونشهد للأخ الكريم الأستاذ “حسن فضل المولى” مدير قناة النيل الأزرق، أنه أحد أولئك المبدعين، ويشهد له تاريخه في تلفزيون السودان عندما كان مديراً للبرامج، أو مديراً للقناة القومية، فقد اعتمد على كوادر مؤهلة من داخل وخارج التلفزيون، قدمت ما تعتز به شاشتنا القومية ومكتبتها المرئية من برامج ومسلسلات تميزت بالجدة.. والجاذبية.
انتقل الأستاذ “حسن فضل المولى” إلى قناة النيل الأزرق بعد تأسيسها خلفاً للأستاذ “بابكر حنين” فجعل منها القناة التلفزيونية الأعلى مشاهدة، مستعيناً بكوادر رفيعة القدرات في مجال العمل البرامجي، مثل الأستاذ “الشفيع عبد العزيز”، وفي مجال العمل الفني، وأخذت تجذب المشاهدين إلى شاشتها الساحرة.
برنامج (أغاني وأغاني) كان قمة نجاحات قناة النيل الأزرق، وسيظل علامة فارقة ليس لبرامجها وحدها، بل لكل برامج الفضائيات السودانية.. لكن…!!
نعم.. لا بد من لكن هنا، فقد استنفد البرنامج أغراضه وحقق هدفه، وربما فقد بعض بريقه لأن نجاح برنامج تلفزيوني أو إذاعي يتم بثه موسمياً لا يعني الإصرار على بثه في كل موسم.. ونحن نثق أن العقول ما زالت تنتج الأفكار، وتطرح الخيال الذي يمكن أن يشد عيون وعقول المشاهدين.. لذلك رجاء استفيدوا من قدرات أستاذنا الكبير “السر أحمد قدور” وملكاته وإمكاناته الهائلة في أي عمل يومي آخر.. غير (أغاني وأغاني) رجاءً.
اللهم اغفر وارحم، أنت خير الراحمين.. آمين.. وجمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية