بكل الوضوح
“الترابي”.. رحيل رجل عظيم
عاش بكامل أناقته من الداخل والخارج
عامر باشاب
{ مساء أمس الأول (السبت) والشمس تلملم في غروبها مستعدة للرحيل، صدم الجميع بالرحيل المفاجئ والفاجع للمفكر والرمز السياسي الإسلامي قائد الحركة الإسلامية زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور “حسن عبد الله الترابي”.
{ شيخ “حسن الترابي” اسم ملأ الدنيا وشغل الناس، فهو من الشخصيات السياسية والفكرية التي تحبها من الوهلة الأولى اتفقت معه أو اختلفت، ناصرته أم عارضته.
{ دائماً ما يقابلك هاشاً باشاً بوجه صبوح وابتسامة مشرقة وحميمية مفرحة.
{ “حسن عبد الله الترابي” عاش متوهجاً منذ أن دخل المعترك السياسي وإلى أن رحل عن هذه الفانية، تقدمت السنوات واختلفت المراحل وتضاعفت الأزمات واشتدت المحن، لكنه ظل كما هو شيخ “حسن الترابي” محافظاً على هيئته وهيبته بذات السماحة الداخلية والوجاهة الخارجية.
{ عاش حتى مات بكامل قواه الجسدية وبكامل قواه الفكرية وبكامل أناقته من الداخل والخارج.. القلب أبيض واللحية بيضاء، والجلباب الأبيض والعمامة البيضاء والحذاء الأبيض.
{ عاش حتى مات في عز نشاطه البدني، وعز نشاطه الذهني، وعز نشاطه السياسي، وعز نشاطه الاجتماعي، ظل يشكل حضوراً زاهياً في كل المحافل وفي كل المنابر داخل وخارج البلاد، تجده في المسجد داعياً بالحكمة والموعظة الحسنة ومكملاً نصف دين الشباب،
تجده في الشارع يمضي بين الناس بالدين المعاملة والدين النصيحة.
{ تجده في الساحات حاضراً، وفي القاعات محاضراً، مبتدراً لـ(الحوار)، مرشداً وموجهاً، ناقداً وراسماً خارطة الطريق، وموسعاً لكل درب يضيق.
{ أخيراً.. أختم بالمفردات المتوهجة من قصيدة (رسالة الحياة) للشاعر “إدريس جماع” التي رثى بها كل عظماء بلادي.
{ إن الذي بمماته
هجر الحياة وسحرها
وحياته بالحب قد
كانت تمازج غيرها
يولي المحبة قومه
منحوه أو بخلوا بها
ببلاده قد عاش حتى
مات ينشد خيرها
ويشب نار جهادها
دهراً ويرفع قدرها
يكفيه نبلاً أنه
أدي الرسالة وانتهى
{ نعم.. الفقد عظيم، والرحيل فاجع ومفاجئ، لكن لا نقول إلا ما يرضي الله رب العالمين.. لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).