الفنان "محمد ميرغني": فنانو الجيل الحالي لو قعدوا مليون سنة ما بغنوا زينا!!
مثل غيره من نجوم المجتمع، لم تسلم صحته وعافيته من نهش الشائعات التي كثيراً ما تلزمهم الفراش الأبيض أو حتى تشيعهم إلى مثواهم الأخير، والفنان “محمد ميرغني” مر بتجارب مماثلة، آخرها خبر تسرب إلى (المجهر) وكادت أن تنشره، لولا أنها استدركت (عصف) الشائعات، اتصلت به لتطمئن عليه، وجدته في أحسن حالاته، بل ويدير عمله اليومي من داخل مكتبه بالإذاعة الرياضية بـ(بحري)، ومن ثم انطلقنا إليه للوقوف على مزيد من التفاصيل وتفاصيل أخرى، والتقينا به في ذات المكتب، وأدرنا معه الحديث التالي:
من مواليد حي (السيد المكي) بأم درمان، لكنه انتقل في صباه الباكر ميمماً شطر (بحري)، وكان ذلك في العام 1946م، هكذا تقول السيرة الذاتية لـ(محمد ميرغني)، وتمضي في تفاصيلها لتكشف عن أنه درس بكلية الأحفاد الوسطى دفعة البروفيسور “قاسم بدري” مدير جامعة الأحفاد الحالي. ثم التحق بالتدريس الذي قضى به زهاء الـ( 44 ) عاماً، عشرون منها مدرساً بكلية المعلمات.
من لاعب كرة إلى مطرب
وعن مسيرته الغنائية قال “ميرغني”: عندما كنت لاعباً في نادي (الأمير) البحراوي، كنا نجتمع مساءً في النادي وندندن بالغناء، فأعجب الأستاذ “كامل صالح” رئيس النادي والابن البكر للشاعر الكبير (أبو صلاح) بصوتي وطلب مني التقدم للإذاعة، وبالفعل أُجيز صوتي، وأضاف: في تلك المرحلة من حياتي رافقت الأستاذين “إسماعيل عبد المعين” و”أحمد مرجان” واضع لحن السلام الجمهوري، بعدها التحقت بمعهد الموسيقى (الدفعة الأولى) التي ضمت كثيرين أبرزهم “أنس العاقب، عثمان مصطفى والماحي سليمان.
ومضى “ميرغني” موضحاً: أن صوته أجيز بأغنياته الخاصة ولعل (أنا والأشواق) كانت أولها، فضلاً عن أغنيات الحقيبة و”أحمد المصطفى” الذي اعتبره أستاذه، وعن اختياره للمفردة الرقيقة وأدائه البالغ الحساسية، كشف “محمد ميرغني” عن عنايته الفائقة للكلمة الجميلة، وأن لديه لجنتين واحدة لتقييم الأغنية وأخرى للشعر، مبيناً أن الأحاسيس التي تتضمنها المفردة هي التي تحرك وجدانه من منطلق أن الغناء يؤثر في الأرواح قبل العقول، وأنه كان يقرض الشعر دون أن ينظمه وهو بعد طفل، وظل يستمتع بالإنشاد الشعري لـ”أحمد عمر الشيخ” ما صقل موهبته الفنية وارتقى بإحساسه.
تقنين الغناء..
يشغل الأستاذ “محمد ميرغني” الآن وظيفة مدير الموسيقى والغناء والملكية الفكرية بالإذاعة الرياضية، وفي هذا السياق قال: إن العمل بالفن والأدب سيقنن بصورة قاطعة خلال الأيام المقبلة، وأشار إلى أنه تكريماً وتقديرا لدورهم البارز وجهدهم غير المسبوق في تطوير الأغنية السودانية سيتم منح الفنانين والعازفين والملحنين الكبار رخصة فنية دون أي (اختبارات)، فيما سيخضع البقية لـ(لجنة) خاصة لإجازة أعمالهم خلال الشهر المقبل.
وفي سياق مختلف وصف “محمد ميرغني” علاقته بالراحلين من الفنانين والشعراء بأنها كانت وطيدة خاصة بالراحل “نادر خضر” الذي وصفه بأنه كان يجيد التغني بأغنياته سيما (حنيني إليك)، كما وصف الراحل “وردي” بالصديق والأخ والمعلم.
صوتي سنين..
وفيما يتعلق بشائعات المرض والموت، علق “ميرغني” بقوله (إن الشجرة المثمرة تتقاذفها الحجارة)، واستطرد: أنا الآن في طور العلاج والمتابعة، ومع ذلك، فإن حنجرتي ما زالت (سنينه) لأنها محروسة بآيات الله، وأردف: أجريت فحوصاً وتحاليل لدى اختصاصي، وطمأنني جداً، كما أنني خريج صوت أعرف كيف أعالج صوتي.
وعن أكثر أغنياته التي يدندن بها قال إنها (لو كان عصيت أمرك) للشاعر “عثمان خالد” وهي لم تبث بعد. كما أنه لا يطرب بل يذوب ويتلاشى في صوت الفنان الراحل “عبد العزيز محمد داوود” الذي يجيش بشيء من ترتيل القرآن والمديح.
“المعز بخيت” و”قرن شطة” تلاميذي
إلى ذلك قال “محمد ميرغني” إن الشاعر والطبيب الشهير “د. المعز عمر بخيت”، ولاعب الأهلي القاهري والمسؤول الكبير بالإتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) الكابتن “عبد المنعم قرن شطة” ومدير الإذاعة “عبد العظيم عوض” من تلاميذه، وأضاف: ومن اللاعبين عبده الشيخ وجعفر عبد الرازق، أما الذين لعبت ضدهم فأهمهم نصر الدين عباس جكسا، الطيب وداعة، وحسبو، واستطرد: من نجوم المجتمع الذين تغنيت بأشعارهم وزير الثقافة بولاية الخرطوم “البارودي” والمستشار “قناوي”.
بلدنا ما فيها فن
وفي الختام وصف ” ميرغني” الفن السوداني بقوله: الآن (بلدنا ما فيها فن)، مبرراً ذلك بأن الغناء (ما بأكل عيش)، لذلك فالفنان السوداني لا مكان له من الإعراب، وقال ساخراً في معرض رده على تعليقنا بأن فناني هذا الجيل ربما (سحبوا منهم البساط) (هو وينو البساط البسحبوه دا، ديل لو قعدوا مليون سنة ما بغنوا زي غنانا)، فيما أثنى على من أسماهم بجيل الوسط أمثال “عصام محمد نور، والراحل نادر خضر، وعاصم البنا”.