رأي

عز الكلام

يا فرحة ما تمت!!
أم وضاح
 
احتفت ولاية “الخرطوم” بشكل غير مسبوق بما أسمته إسكان العودة والذي يشرف عليه الصندوق القومي للإسكان، وقد تابعت ما قبل الاحتفال الذي حضره السيد الرئيس “عمر البشير” شخصياً، تابعت الإعلانات التي حملتها صحف “الخرطوم” تبشر بالحدث والاحتفال الكبير.. وبصدق شديد مثل هذه المشاريع الكبيرة والتي تعتمد على البناء الرأسي ستساهم بلا شك في خلق عاصمة حضارية تنحصر فيها الخدمات بشكل يجعلها متاحة لأكبر عدد من السكان.. لأن العمارة الواحدة مثلاً تستوعب عدداً كبيراً من الأسر في أضيق حيز.. وقس على ذلك عدد سبع أو حتى عشر عمارات بإمكانها أن تستفيد من كل الخدمات وبأقل تكلفة على الدولة.. ولعل البناء الرأسي يكفل السكن المريح والأنيق لأكبر عدد من الفئات كما فعل ناس الشرطة الذين وفروا السكن لأكبر عدد من منسوبيهم في حيز من الأرض ما كان يتسع لأكثر من عشرين منزلاً، وهي القشلاقات المعروفة في بحري والخرطوم وأم درمان، المهم أنني شاهدت الاحتفال الكبير وقلت في سري أخيراً انتبهت الدولة لأهمية توفير السكن الاقتصادي خاصة للموظفين من أصحاب المرتبات المحدودة وما أكثرهم.. وكذلك فئة الشباب الذين تتعثر آمالهم في تكوين حياة زوجية سعيدة بسبب ارتفاع الإيجارات فيفوتهم قطار الزواج وهم وقوف في محطات الفرجة والعين بصيرة واليد قصيرة، لكن ويا فرحة ما تمت، إذ أن قريباً لي اتصل بالأمس وصوته أقرب للنحيب حيث قال تصوري يا (أم وضاح) وبعد أن شاهدت احتفال الولاية بالعمارات الشاهقة قلت أخيراً سأجد لأسرتي مسكناً مستقراً بعد رحلة الشتاء والصيف في بيوت الإيجار.. وقمت بالدخول على الموقع الإلكتروني لصندوق الإسكان لمعرفة أسعار هذه الشقق، ولكن لن تتخيلي والحديث لا زال للرجل وأنفاسه تتلاحق.. أن مقدم الشقة (56) ألف دولار.. وقبل أن يكمل حديثه قلت ليه كم كم؟ (56) ألف دولار، ليه أنت دخلت موقع صندوق الإسكان حقنا ده والّا موقع مدينة النخيل في “دبي”؟.. لكنه أكد لي ما قاله وأردف أن بقية الأقساط على أربع سنوات، وطبعاً على حد وصفه ما فكرت أعرف القسط كم لأنه المقدم سد نفسه وطبعاً ترك فكرة تملك شقة ووضعها جانباً مع كامل الإحباط والغضب!! وبصراحة هذا الرقم (خزعبلي) لا علاقة له إطلاقاً بالبسطاء والغبش الذين قال الصندوق إن بناء هذه العمارات ينصب لصالحهم.. هذا المبلغ لا يدفعه إلا تاجر أو رأس مالي لا هين لا لين، وبالتالي تتنسف فرضية أن هذا المشروع يخدم المواطن السوداني.. وتسعون بالمائة من السودانيين لا علاقة لهم بالدولار إلا قصص سماعية عنه وعن معجزاته التي يمكن أن يفعلها إن أصبح في جيب أحدهم!!.. فيا سيدي رئيس الجمهورية هل تعلم أن سعر الشقة يقارب المائتي ألف دولار؟.. وبعدين ليه بالدولار وهذه الشقق ليست في ضاحية بنيويورك وإنما هي في سوبا (البهني دي) فلماذا العملة الحرة في بلد توفير وادخار العملة المحلية فيه مشكلة.
في كل الأحوال هذه الشقق وبهذه الأسعار واضح أن القائمين على أمر الصندوق (قشروا) بيها أمام الرئيس وادعوا أنها للشعب السوداني، لكن واضح جداً أنها لشعب تاني مرتباته بالدولار، ولك الله يا بلد.
كلمة عزيزة
التصريحات الأخيرة التي فجرها الأستاذ “رحاب محمد طه” في حق الاتحاد العام للصحفيين.. تصريحات خطيرة تقدح في ذمة الذين ذكرهم بالاسم وهؤلاء قادرون على الدفاع عن أنفسهم وننتظر منهم بالتأكيد الرد العاجل، أما إن (طنشوا) فمؤكد وراء الكلام كلام.
لكن دعوني بالله عليكم أسأل هذا الاتحاد ومنذ انتخابه ماذا قدم للصحفيين المنتسبين إليه إن كان على مستوى الحراك الاجتماعي أو التدريب والتأهيل لكوادره الممتدة على طول البلاد وعرضها، بل ماذا قدم من أجل ترقية المهنة والدفاع عن حقوق يفترض أن يكون أول المبادرين بها والصحافة تتعرض لضغوط ومضايقات أبرزها ما حدث للإخوة في صحيفة التيار التي وكأنها لا يعني توقفها شيء بالنسبة للاتحاد، وكله كوم ووقوف الاتحاد متفرجاً تجاه صحفيين تعرضوا لمحنة المرض وكانوا في أشد الحاجة لدعمهم، لكن لا حياة لمن تنادي.. في كل الأحوال أتمنى ألا تنتهي القضية بمطايبة الخواطر لأن الكلام بعد أن يخرج للعلن يتغير طعمه ولونه ورائحته وما ينفع يتبلع مرة أخرى!!
{ كلمة أعز
وين يا أخوانا برنامج نجوم الغد ألم أقل لكم إن هذا البرنامج زمنه فات وغناية مات!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية