شهادتي لله

قبل (12) ساعة .. كنا نايمين !!

{لم يكن حديث وزير الدولة بالخارجية الأخ السفير “كمال إسماعيل” مقنعاً وهو يبرر في حوار صحفي مع (الرأي العام) سبب مشاركة نائب رئيس الجمهورية السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” في قمة دول البحيرات التي تم إلغاؤها، رغم سفر النائب إلى الدولة مقر المؤتمر “أنغولا”!!
{الوزير قال إن القمة تم إلغاؤها بهاتف من الرئاسة الأنغولية لوزير خارجيتها قبل (12) ساعة من موعد انعقادها بسبب خلافات بين “رواندا” و”بورندي”!
{وإذا كان قرار الإلغاء قد صدر قبل (12) ساعة فقط من الموعد المحدد، فهذا يعني أن القمة تم إلغاؤها الساعة (9) مساءً، بينما كان مقرراً لها الانعقاد عند الساعة (9) صباح اليوم التالي، فهل يمكن أن تكون القمة صباحاً فلا يصل للعاصمة الأنغولية “لواندا” معظم الرؤساء المشاركين أو نوابهم من جملة (12) دولة عضو بمنظمة البحيرات العظمى، على أن يصل لمقر المؤتمر رئيس أو رئيسان  قبل ساعة أو ساعتين من الموعد، كما كان يفعل “القذافي” وقلة آخرون من المتعاظمين المنقرضين ؟! 
{قبل (12) ساعة من موعد القمة لم يكن هناك في “لواندا” غير ممثل الرئاسة السودانية “حسبو محمد عبد الرحمن”، ونائب الرئيس “البورندي” كما قال الوزير “كمال إسماعيل”، فلماذا لم يحضر رؤساء ونواب رؤساء الدول الـ(11) الباقية ؟!
{ولو سألتموني لماذا جاء نائب الرئيس “البورندي”، فإنه – والعلم عند الله، ثم عند الرئاسة الأنغولية والبورندية –  جاء ليطلب رسمياً إلغاء القمة أو تأجيلها لحين الاتفاق على التوصيات. (لقيتوني كيف؟؟).
{المهم أنه لا يمكن إلغاء هذه القمة أو أي قمة أخرى قبل (12) ساعة من موعدها، لسبب بسيط  هو أن أكثرية الرؤساء يفترض أن يكونوا قد وصلوا، ومن الأفضل للدولة المستضيفة أن تختلف دولتان داخل المؤتمر، لا أن تقول للرؤساء الذين حضروا: ( معليش أتعبناكم معنا .. القمة اتأجلت).
{ثم كيف يتم عادة إلغاء أو تأجيل القمم ؟
{يتم ذلك بالتشاور بين الدول الأعضاء، وليس هو قرار فردي تتخذه “أنغولا” أو “رواندا” وحدها، أو مجتمعتين، والوضع إذ ذاك حسب الأعراف الدبلوماسية، فكان من المفترض أن يتم التشاور مع السودان، ولو عبر الهاتف بالمسؤول السوداني عن ملف البحيرات، وإذا لم يتم ذلك، وعلم السودان بالصدفة بعد تكبد وفد رئاسي مشاق السفر الطويل إلى “أنغولا” دون طائل، فهذا يعني عدم تقدير واهتمام بوضعية السودان كدولة كبيرة ومهمة ومؤسسة لهذه المنظمة، فهل يمكن أن تكون “يوغندا موسيفيني” بعيدة عن دائرة إصدار قرار الإلغاء ؟!
{لقد بدا واضحاً أن بقية الدول كانت تعلم باحتمالات إلغاء القمة، بينما كانت دبلوماسيتنا (نايمة) كعادتها، وبعيدة عن الحدث .
{البعض في حكومتنا سعيد وفخور بإصدار قمم البحيرات لإدانات في بياناتها لحركات التمرد السودانية وتصنيفها كحركات (سالبة)، لكن وماذا يستفيد السودان من إدانات (أي كلام) بينما واحدة من أهم دول المنظمة “يوغندا” تعتبر أكبر داعم لهذه الحركات، بل توفر لقادتها إقامات وجوازات سفر يوغندية، بل الأغرب أن  أعضاء بعض (الحركات) الذين شاركوا مؤخراً  في عدد من جلسات  الحوار الوطني وصلوا قادمين من “كمبالا” .. ثم  عادوا إليها سالمين آمنين!!
{(سبت) أخضر يا خارجية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية