رأي

النشوف اخرتا

 سهرة الخميس
سعد الدين ابراهيم
{ “سحر” واللغة
قرأت أن الفنانة ذات الجماهيرية الشعبية “ندى القلعة” ستغني باللغة العربية الفصحى قصيدة عن المرأة الأفريقية من تأليف الشاعرة الشعبية “سحر ميسرة”. ومع احترامي لحماسها للفكرة إلا أنها لا تجيد الكتابة باللغة العربية فجاءت تعبيراتها غريبة، فهي تبدأ بعبارة (من قلب القارة السمراء أنشد أوتار الحرية) ومعروف أن الأوتار لا تنشد أنما تُعزف.. ثم الكارثة أنها تقول (أنا دوحة زخرت بألوان وفاحت نرجسية).. وكون أنها فاحت نرجسية مذمة فالنرجسية عاهة نفسية تعني عشق الذات عبر أسطورة “نرجس” الفتى الجميل الذي رأى صورته في الماء فعشقها وجن جنونه بها.. القصيدة كانت تحتاج إلى مدقق لغوي يرد إليها شاعريتها ويقيم وزنها وموسيقاها ويشذب تعابيرها.
“سحر ميسرة” شاعرة شعبية تغني بكلمات بسيطة تتلقفها من أفواه الناس لكنها حادت عن أمر تتقنه إلى مغامرة صعبة.. أتمنى أن لا تكون “ندى” قد غنتها.. أتساءل هل مرت على لجان المصنفات؟ إذن لكانوا قوموها أو كفوها شر التغني بها.. هي اجتهدت في تناول موضوع مهم لكنها توسلت إلى ذلك بما لا تحذقه، نتمنى أن تراجع نفسها مع تحايانا لأنفاسها الحارة وحماسها للقضية، لكن الحماس وحده لا يصنع الأغاني المجيدة.
{ دعوه يغرد حراً طليقاً
ظلت قناة النيل الأزرق تصنع المذيعين والمذيعات وتدفع بهم إلى القنوات الأخرى حتى نضب  المعين.. بقي لها بضعة مذيعين أفذاذ على رأسهم الجميل المثقف ظريف المعشر “محمد محمود”. وبصراحة هو الوحيد من المذيعين الذي أحرص على متابعة إطلالته الصباحية كل (خميس) وأتساءل لماذا تم تقليص ظهوره ليوم واحد؟ وهو يعطي البرنامج حيوية وثقافة وفائدة ومتعة.. ومن البرامج المستحدثة برنامجه المتطور (خط رجعة)، أتمنى أن يبدع في البرنامجين كما عهدناه بطريقته المحببة.. ويا قناة النيل الأزرق دعوا “محمد محمود” يغرد بعزفه المنفرد الجميل!
{ فتاوى
برنامج (فتاوى) قناة الشروق أصبح يتيماً بعد رحيل الدكتور “محمد عثمان”.. كل مرة يقدمه مذيع أو مذيعة.. عصر يوم “14” (عيد الحب) خصص المقدم الحلقة للحب والحديث عنه فبدا دكتور “عبد الحي يوسف” أكثر حيوية من مقدم البرنامج الشاب الذي حين سأله الدكتور: ألم تجرب العشق؟ فقال: لم أجربه. وكأنه ينفي تهمة أو سيئة.. عموماً يوم الجمعة قدم دكتور “وليد” برنامجه الطبي وبرنامج ساعة رياضة وكان مريخي الهوى حتى في قميصه الأحمر الذي يرتديه.. أخشى أن يوكل إليه تقديم برنامج (الفتاوى) مع الحيرة التي تمر بها القناة في إيجاد بديل للمهاجر دكتور “محمد عثمان”.. (يا حليلك).
{ المؤسسة السودانية لذوي الإعاقات
يوم 10 فبراير كنا حضوراً لبرنامج تدشين جائزة التميز والإبداع في مجال ذوي الإعاقة.. وأنا ضعيف أمام هذه الفئة.. فقد كان ضمنها عزيز لديّ جداً رحل عن هذه الفانية وكان نموذجاً لتحدي الإعاقة كان ممراحاً لطيفاً.. كان نسمة رطبة بللت حياتنا بندى السعي النبيل. حقيقة كل الجهود والعمليات التي تجري مهمة وندعمها.. أفرحني الحضور النوعي.. وأن يقول بروفيسور “قاسم بدري” عراب واحدة من أنجح المؤسسات التربوية الجامعية في السودان إن أمر هذه الفئة يهمنا فهذا يعني نجاح محتمل للمشروع.. دعونا نطمع ونرفع السقف فنحلم بأن يكون للمعاقين تمثيل في البرلمان.
{ حيرة
منذ أيام “الشفيع” في قناة النيل الأزرق وإلى الآن يحيرني الشعار الذي يقول عن النيل الأزرق إنها (لحظة حب بين المشهد والحياة).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية