رأي

فوق رأي

عواطف نائية ومشاعر ريفي القلب
هناء إبراهيم
 
سيدة صعبة، حادة الطباع، يبدو ذلك واضحاً على قسمات وجهها المتوحد تحت مظلة تجاعيد المزاج، ابنتها تتعالج بمستشفى للأمراض العقلية والنفسية إثر فقدانها الاتزان النفسي وارتكابها جريمة بشعة نتيجة قسوة والدتها ذات التعبير الصحراوي، تظهر هذه السيدة في مشهد وهي تبتسم لأول مرة وتحتضن ابن ابنتها وتخبره أنها أعدت له شيئاً يحبه في جوار الأفراح ويسعد، هنا تسألها أختها بسخرية ممزوجة بالمرح : هاا نقص منك حتة لما عبرتيلو عن عواطفك؟!.
سؤال حلال فعلاً: لما الواحد يعبِّر عن محبته لأمه، والده، أبنائه، أخوانه، أصدقائه، جيرانه، هل في الأمر ثمة نقص؟.
ليه ممكن زول يكون ساكن في منتصف قلبك، بينما التعبير عن هذه المحبة تعبير نائي وضئيل.. حاجة كدا ريفي ريفي ريفي قلبك.
عواطف زي مخرجات الحوار الوطني، ما محسوسة كلو كلو.
تحس أن الواحد من هؤلاء ماضي إقرار وتعهد لجلالة اللغة إنو ما يعبر أبداً.. طيّب إن كان الأمر كذلك عبّر بالأفعال حتى لا تدخل العائلة في كومة نفسية وستين داهية.
المؤلم هو أن تجد شخصاً خارج منزله، دائم الابتسامة، حلو اللسان، رقيق المزح، مهذب العبارات وسليم الذوق، بينما أول ما يدخل بيتهم (يركب وش الككو) ليه ما تفهم.
الأقربون أولى بالمحبة والابتسام على فكرة ..
والله جد..
ابتسامتك لو ما كفت ناس البيت تحرم على الجيران.
هل تعاني من اكتئاب نصفي مثلاً، يعمل داخل البيت ويغادر خارجه ولا دا شنو دا؟!
من ناحية غريبة قد تجد بني آدم مستعداً تماماً أن يعترف بجرائم عظمى لا دخل له بها، بدلاً عن البوح بمشاعره لفظياً أو عملياً لمن يهمه الأمر.
وين الصعوبة في كدا..
وليه الحركة التربوية في المجتمع ما استصحبت الحاجة دي..
للمعلومات الشخص الذي يتعامل بسخاء المحبة في الموسم الطبيعي يتعامل بحزم وحسم في موسم المشاكل التي تستدعي تدخلاً من هذا النوع.
والأطفال الذي ينشأون في كنف المحبة والتعبير عنها، مستقبلهم النفسي مضمون إن شاء الله.
حياة بدون كراكيب..
أقول قولي هذا على صعيد الملاحظة.

ودايرة أقول كلمة واقفة لي هنا: التعبيرعن المحبة والتعبير عن الذات، خلطة حبوبة جيرانا في ملاحقة النجاح.
و……….
أنت أجمل زول
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية