رأي

بكل الوضوح

انتبهوا أيها السادة 
عامر باشاب

نحن في زمن كثرت فيه الفتن وتنوعت المحن، فتن تفتن الأبصار وأخرى تفتن الأسماع وثالثة تسهل الفاحشة، ورابعة تدعو إلى المال الحرام، حتى صار حالنا قريباً من ذلك الزمان الذي قال فيه النبي “صلى الله عليه وسلم” فيما أخرجه “الترمذي” و”الحاكم” وغيرهما:
 (فإن وراءكم أيام الصبر.. الصبر فيهن كالقبض على الجمر للعامل فيهن أجر خمسين منكم يعمل مثل عمله قالوا: يا رسول الله أو منهم قال: بل منكم) حديث حسن
وإنما يعظم الأجر للعامل الصالح في آخر الزمان، لأنه لا يكاد يجد على الخير أعواناً فهو غريب بين العصاة، نعم غريب بينهم يأكلون الربا ولا يأكل ويسمعون الغناء ولا يسمع وينظرون إلى المحرمات ولا ينظر، بل ويقعون في السحر والشرك وهو على التوحيد.
وعند مسلم إنه “صلى الله عليه وسلم” قال: (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء).
وعند “البخاري”: قال “صلى الله عليه وسلم”: (لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شرٌ منه حتى تلقوا ربكم). 
وأخرج “البزار” بسند حسن أنه “صلى الله عليه وسلم” قال:
 (يقول الله عز وجل: وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة، نعم من كان خائفاً في الدنيا معظماً لجلال الله أمن يوم القيامة وفرح بلقاء الله).
وكان من أهل الجنة الذين قال الله عنهم: (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ* قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ* فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ).
أما من كان مقبلاً على المعاصي همه شهوة بطنه وفرجه
آمناً من عذاب الله فهو في خوف وفزع في الآخرة
قال الله: (تَرَى الظَّالِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي رَوْضَاتِ الْجَنَّاتِ لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الكَبِيرُ).
خاتمة: 

يا معرضاً عما يراد به       *  وقد جد المسير فمنتهاه داني
جذلان يضحك آمناً متبختراً *   وكأنه قد نال عقد أمان
خلع السرور عليه أوفى حله *  طردت جميع الهم والأحزان
يختال في حلل المسرة ناسياً *  ما بعدها من حلة الأكفان
ما سعيه إلا لطيب العيش في الدنيا *   ولو أفضى إلى النيران
قد باع طيب العيش في دار النعيم  *   بذا الحطام المضمحل الفاني

الشيخ/ العريفي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية