مسألة مستعجلة
الاستقطاب السالب في استفتاء دارفور!
نجل الدين ادم
حالة تشويش تلازم المواطن في ولايات دارفور وكل من رئيس حزب التحرير والعدالة القومي دكتور “التجاني سيسي”، ورئيس حزب التحرير والعدالة “بحر إدريس أبو قردة” يتنافسان حول خيارات الاستفتاء المرتقب في إقليم دارفور ليختار المواطن الاستمرار في نظام الولايات الخمس الساري الآن أو العودة إلى نظام الإقليم الواحد.
الأول من أمس (السبت) عقد دكتور “السيسي” مؤتمراً صحافياً بالخصوص، وكانت خلاصته دعوته للمواطنين بأن هلموا إلى خيار الإقليم الواحد لاعتبارات عدة ساقها الرجل. يوم أمس (الأحد) عقد رئيس الحزب الموازي السيد “أبو قردة” أيضاً مؤتمراً صحافياً بذات الخصوص وكانت دعوته مغايرة لتلك التي دعا لها دكتور “السيسي”، “أبو قردة” حرّض الأهالي على التصويت لخيار الخمس ولايات الساري لعدة مبررات ساقها أيضاً.
يبدو الحال كأنما هو سباق محموم!، كل يريد أن يحقق هدفه الذي وضعه، والسؤال هنا، هل ما أطلقه الرجلان من مصلحة المواطن؟، سؤال يطرح نفسه في ظل وجهتي نظر مختلفتين، فلو أن الرجلين اتفقا على خيار واحد وحرضا المواطنين عليه لقلنا إن الهدف هو المواطن.
مبدأ أن يعقد كل طرف مؤتمراً صحفياً ليشوش على المواطن البسيط، ينبغي أن تضع له مفوضية الاستفتاء التي كلفت بهذه المهمة، حداً وتقوم بمنع هذا الأمر، ليس “السيسي” أو “أبو قردة” معنيين بعقد مؤتمر صحفي للإعلان عن ترتيبات الاستفتاء المرتقب لدارفور، وإذا كان كذلك فما مهمة مفوضية الاستفتاء؟
نحن نعرف أن استفتاء دارفور هو استحقاق دستوري وقانوني أقرته اتفاقية الدوحة للسلام بحيث يقول الأهالي هناك كلمتهم في شأن نظام الحكم ما بين الإقليم الواحد أو الولايات الخمس، المواطن الذي يسكن هناك يعرف أكثر من الأحزاب والحركات المسلحة والمؤتمر الوطني ما يصلحه أو يضره من خيارات.
شكل الأبوية التي تتبناها الأحزاب والحركات غير المسلحة والحزب الحاكم نفسه يكون مردودها سلبياً، ذلك أن حالة الاستقطاب الحاد شأنها أن تخلق نوعاً من تقديم الذاتية وحب الذات، وحالة توتر.
أرجو أن يعي أهل دارفور أن شأن الاستفتاء هذا ليس كشأن الانتخابات التي يتنافس فيها الناخبون على برامج، الاستفتاء هنا خيار وليس برنامج، لذلك ليس مطلوباً من كل الأطراف أو أهل المصلحة في دارفور أن يخلقوا حالة تنافس في الهواء، فيما يتنافس الناس؟.. سؤال يحتاج لإجابة، اللهم إلا لمصالحهم الذاتية. آمل أن لا تضللوا المواطن البسيط فتضلوا أنتم وتفقدوا البوصلة.. والله المستعان.