مسألة مستعجلة
سوق في قلب المقابر!!
نجل الدين ادم
أكثر من عشرين عاماً لم تحملني الظروف خلالها إلى مقابر “حمد النيل” بأمبدة ولكنني وجدتها وللأسف بعد هذه المدة الطويلة وأنا أزورها قبل أسبوعين لمواراة جثمان خالنا العزيز “آدم محمد أحمد” رحمه الله رحمة واسعة، في حال لا يرضي حتى العدو، حرمة الموتى هي الأخرى تقبر حية في “حمد النيل”، حيث تتراص ستات الشاي هناك، حريم يتحركن داخل هذا الصرح وشباب يتراصون في كراسي (موهطة) بحثاً عن (كباية) شاي في قلب المقابر! نعم والله إنه الحال اليوم في مقابر “حمد النيل” العريقة التي يدفن فيها الشيخ “حمد النيل”.
دعوني أحكي لكم بعضاً من سيناريو التجاوزات وانتهاك حرمة المقابر، بعض الزوار وحسب ما علمت من خلال حوار جانبي دار بالقرب مني، جاءوا لزيارة قبر فقيدهم ولكنهم وجدوا أن إحدى ستات الشاي تجلس بالقرب منه، حيث تقوم بسكب بقية (تفل) الشاي و(الرماد) على ذلك القبر الذي بات غير واضح المعالم، فما كان منهم إلا أن تحدثوا معها بضرورة الكف عن هذا السلوك الخاطئ ومراعاة حرمة القبر، ست الشاي لم تعر الأمر أي اهتمام، بل استمرت في عملها على النحو الذي تريد، لم أتمكن من تكملة هذا النقاش إذا كان قد تحول إلى صراع أم لا ؟، ولا أعرف هل لجأت تلك الأسرة لـ(999) طالبة النجدة أم سلمت بهذا القضاء؟!
عجباً والله أن تكون مقابر المسلمين ساحة للبيع والتسوق دونما أي وازع إنساني يقف على حجم هذا الانتهاك الصريح لحرمة سكان باطن الأرض، هل يجوز ذلك شرعاً؟.. سؤال أوجهه للمشايخ ولحفدة شيخ “حمد النيل”، هذا السلوك إخوتي مرفوض، وهل ضاقت الأرض بستات الشاي ليتخذن من المقابر سوقاً لبضاعتهن ليتحلق حولهن الشباب في منظر لا يقبله عقل ولا قلب.
وهنا دعوني اسأل من المسؤول عن مثل هذه التجاوزات، ومن صدق لهؤلاء النسوة بالعمل داخل المقابر على عينك يا تاجر؟، والبعض من المشيعين سرعان ما ينضمون إلى قائمة المتحلقين ريثما يكتمل الحفر أو يوارى الجثمان!، والأسوأ من ذلك أن المقابر لا تحظى بخدمات المياه التي تمكن المشيعين من الوضوء.. هل تصدقون ذلك قلة من الصبية ونساء طاعنات في السن يقمون يتوفير هذا الماء نظير مقابل مادي زهيد جزاهم الله على هذا الفعل الذي تعجز عنه الجهات المعنية.
أدعو حفدة الشيخ “حمد النيل” بأن يتقدوا حملة إزالة هذه التشوهات والتجاوزات، محلية أمبدة عليها أن تعلم أن مثل هذه الأمور من مسؤولياتها التي ينبغي أن تقوم بها على أكمل وجه، على المحلية أن تضع حداً لهذه الفوضى، فالفوضى ليست في ستات الشاي اللاتي ينتشرن في الشوارع، لكنها في حالة النساء اللاتي يحولن مقابر المسلمين إلى سوق الله أكبر يقهق الرواد ويتناولون السجائر و(التمباك) ويتونسون ما شاء الله لهم.
أوقفوا هذه الفوضى فإنها باتت أمراً حتمياً.. والله المستعان.