بعد.. ومسافة
العطلة المجيدة..(!)
مصطفى أبو العزائم
قطعاً ليس هناك مصطلح متداول بذلك الاسم أو بتلك الصفة (العطلة المجيدة)، وإن كان المعروف هو مصطلح (العزلة المجيدة)، ويعني تلك الفترة الممتدة من (1890-1902م) في تاريخ بريطانيا، والتي تعبّر عن سياسة ممنهجة اتبعتها بريطانيا أواخر القرن قبل الماضي، وروج لها رئيس وزرائها– آنذاك- السير “سالزبوري” وفق قاعدة عدم الارتماء في مستنقع التحالفات السياسية.
ما علينا.. نعود لمصطلحنا (العطلة المجيدة) وقد أطلقه زميلنا الصحفي النابه الأستاذ “وجدي الكردي” رئيس تحرير صحيفة (حكايات) على المرحلة التي يعيشها كاتب هذه المادة، عقب قراره الخاص بإيقاف صحيفة (السياسي) عن الصدور، وقال الأستاذ “وجدي” إنها فرصة لنيل عطلة إجبارية (مجيدة) بعد فترة عمل طويلة امتدت لسنوات اشتعل خلالها الرأس شيباً ووهن فيها العظم دون أن نحظى فيها بعطلة يوم واحد.
اليوم نرفع راية العودة للكتابة مجدداً، ونطل من نافذة حبيبة محببة للنفس، هي صحيفة (المجهر السياسي) للأخ الكريم والصحفي المميز صاحب القدرات الواضحة الأستاذ “الهندي عز الدين”، إذ تجيء هذه الإطلالة من على صحيفته الناجحة واسعة الانتشار، استجابة لدعوة كريمة منه، دعوة لم تكن من وراء الأبواب المغلقة ولم تكن عبر الهاتف، بل كانت على الملأ من خلال مقال منشور ومشهور حمل عنوان (مصطفى ومصطفى) عقب قرارنا الخاص بإيقاف صحيفة (السياسي) إلى حين.
والعلاقة برئيس مجلس إدارة هذه الصحيفة (المجهر السياسي) قديمة، وهي علاقة نزعم أنها عميقة، وقد عرفته وخبرته وعملنا معاً في عدد من الصحف، وتشاركنا مع آخرين في صحيفة (آخر لحظة) التي غادرها بالموت أستاذنا وأستاذ الأجيال “حسن ساتي”- رحمه الله– ثم غادرها لاحقاً الأستاذ “الهندي عز الدين” ليؤسس لمشروعه الصحفي، وغادرتها بداية العام الماضي للتفرغ لتحقيق حلمي الخاص بعد أن تعذر استمرار الشراكة مع شركائنا الآخرين في (آخر لحظة).. وأما رئيس تحريرها الأستاذ “صلاح حبيب” فالعلاقة معه هي علاقة عمر منذ أيام الصبا الباكر.
في هذا المقال الافتتاحي الأول بصحيفة (المجهر السياسي) أجد نفسي ملزماً بتقديم أسمى آيات الشكر والتقدير والامتنان لكل زملائي من الناشرين ورؤساء تحرير الصحف الذين بادروا وعرضوا عليّ أن أحل ضيفاً على صحفهم، وقد عرض عليّ بعضهم الشراكة الكاملة، وعرض عليّ آخرون أن يبذلوا ما يعينني لإصدار أو لإعادة إصدار صحيفة (السياسي) من جديد، حتى أن زميلاً عزيزاً كريماً قدم لي مفتاح سيارة (بوكس دبل كابينة) جديدة لأتصرف فيها كما أشاء لأنه لا يملك سيولة كافية.. وقد شكرتهم واعتذرت لهم جميعاً وطلبت منهم أن يكثروا من الدعاء بأن ييسر الله لنا عودة (السياسي) من جديد، وأن ييسر لنا أمر تكملة المشروع الإعلامي الكامل الذي يحمل ملامح منظومة إعلامية كاملة وشاملة تكون صوتاً لأهل السودان ومعبرة عنهم.. وإلى أن يتحقق ذلك، نأمل أن يكون قريباً، ستكون (المجهر السياسي) نافذتنا على الآخرين.. العطلة المجيدة انتهت.