رأي

مسألة مستعجلة

وداعاً قيود الخدمة الوطنية
نجل الدين ادم
وزير الدفاع الفريق أول “عوض بن عوف” أصدر أمس الأول قراراً مهماً قضى بإلغاء (14) رسماً من رسوم الخدمة الوطنية وتخفيض قيمة (7) رسوم أخرى.كلنا يعرف تعقيدات السفر للعلاج والحج والرحلات العلمية وغيرها من الإجراءات في ظل الضوابط التي كانت سارية وتحتم دفع رسوم لقاء نيل هذا الإذن، الآن وبموجب القرار لم يعد هناك أي رسم مالي على الخدمة، وهذه لم تكن المشكلة الأساسية للمواطن، بل كانت في تأثير الإجراء على السفر وإعاقته في الوقت المحدد، وربما تعطيل مصالح البعض في ظل هذه التعقيدات.
هذا القرار جاء في الوقت المناسب، إذ أن ظروف البلد في الأوقات السابقة ومقتضيات الحال من حرب وتوتر أمني في بعض الولايات، كانت تحتم أن يُفرض إجراء من هذا القبيل بغرض استنفار الشباب لتلبية نداء الوطن وجعل الجميع في أهبة الاستعداد لأي طارئ وهكذا مضى الحال وعملت منسقية الخدمة الوطنية بالقانون في تشديد إجراء السفر لمن لم يؤدِ ضريبة الوطن باستحداثها إذناً لذوي الظروف الخاصة على أن يكمل المستثنى من الالتزام الوطني بالالتحاق بالخدمة الوطنية في وقت لاحق.
أهم ما في القرارات هذه كان قرار إلغاء تقييد استخراج الشهادة الجامعية للطلاب بأداء الخدمة، حيث استجاب وزير الدفاع لتوصية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالسماح للطلاب باستخراج شهاداتهم فور التخرج دونما أي شروط، ولعمري هذا كان أصعب الشروط وأشدها وقعاً في هذه الحزمة، إذ أن القرار السابق ربط استخراج الشهادة بأداء الخدمة وكان بمثابة شرط تعسفي برغم الظروف التي كانت تحتم ذلك.
شكراً للجنة التي كونها وزير الدفاع بشأن مراجعة هذه الإجراءات والرسوم بأن أوصت برفع هذا القيد باعتبار أن استخراج الشهادة استحقاق أكاديمي لا ينبغي تقييده.
أنا متأكد أن حزمة هذه القرارات الجريئة وجدت يوم (أمس) رضى واسعاً من قطاعات المجتمع كافة، هذا جهد تشكر عليه وزارة الدفاع والمنسقية العامة للخدمة الوطنية في تفهم شكل التحول الكبير الذي حمل الناس من مرحلة الحرب إلى مرحلة السلم، ولذلك كان لزاماً أن تزال القيود والإجراءات وأن تترك المنسقية أمر أداء هذا الواجب الوطني تلقائياً من قبل المواطنين، وأن يكون دورها تنسيقياً وإشرافياً تذكر كل من عليه استحقاق وطني بأن هلم علينا دونما أي ملاحقات تعسفية وتقييد للحركة.
تهانينا بهذا الإنجاز والخدمة الوطنية قد دشنت يوم (أمس) مؤتمرها التقييمي الثالث للوقوف على الإيجابيات وتعزيزها والسلبيات لتداركها، ونأمل أن يكون هذا المؤتمر هادياً للبحث التقييمي الدقيق لأداء الخدمة الوطنية خلال الفترة الماضية والنظر في سبل تحديث الوسائل، بجانب ابتكار أساليب جديدة في أداء هذا الدور الوطني ونحن ننعم خلال هذه الفترة بالأمن والهدوء والله الموفق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية