رأي

بكل الوضوح

 (عز الورد) (نزار قباني) و(الحوت) 
عامر الباشاب
 
(عز الورود) من القصائد التي سمت بمكانتها إلى ما فوق الروعة والتميز كيف لا وهي امتدحت أشرف خلق الله نبي الرحمة سيد الأولين والآخرين  “محمد” صلى الله عليه وسلم، كتب كلماتها الوردية الشاعر العربي الفذ “نزار قباني”، وضع لها الألحان الموسيقي”ناصر عبد العزيز”، وتألق في مدحها خادم النبي المبدع الراحل “محمود عبد العزيز”. وقال(الحوت)  قبل رحيله إن مدحة (عز الورود) جسدت لسان حاله عندما وقف أمام قبر النبي “صلى الله عليه وسلم”.
الآن أدعوكم لقراءة  أبياتها الفاخرة 

عــــــــز الورود.. وطــال فـــيك أوامُ
وأرقت وحــــــــدي .. والأنـــام نــــيامُ
ورد الجمـــيع ومن ســـــــناك تزودوا
وطــــــــردت عــن نبع الســـنا وأقاموا
ومنعت حتى أن أحوم .. ولـــم أكــــد
وتقطعت نفسي عــــليك ..وحـــــاموا
قصدوك وامتدحوا .. ودوني أغلــقت
أبواب مدحك .. فالحـروف عـــــــــقامُ
أدنو فأذكـــــــر مـــا جنيت .. فأنثني
خجـلاً .. تضيـق بحمــــلـي الأقــــدامُ
أمن الحضيض أريد لمساً للـــذرى؟؟
جل المقـــــــــــام .. فلا يطـــال مـقامُ
وزري يكبلني .. ويخـــرسني الأسى
فيموت في طرف اللســـان كـــــــلامُ
يممت نحوك يا حبيــــب الـلـــه! في
شـوق .. تقض مضاجـعي الآثــــــامُ
أرجو الوصول فليل عمـري غابـــة
أشـــــــــواكـــــــــها الأوزار .. والآلامُ
يا من ولدت!! فأشـــــرقت بربوعـــنا
نفحات نورك .. وانجـــلى الإظـــــــلامُ
أأعود ظمـــــــآنا وغيري يرتـــوي؟؟
أيرد عن حـــوض النبي ..هـــــــــيامُ
كيف الدخول إلى رحاب المصـــطفى؟
والنفس حيرى .. والذنـــوب جســــامُ
أو كلما حـــــــــــــــاولت إلمامـــاً به
أزف البــــــلاء .. فيصعـب الإلـــمامُ؟
ماذا أقول وألف ألف قصيــــــــــــدة
عصماء قبلي .. سطــــــــرت أقـــلامُ
مدحوك ما بلغوا برغــــــم ولائهـــم
أســـــــــوار مجدك .. فالدنـو لمــــامُ
ودنوت مـــذهولا.. أسيـــــرا لا أرى
حيران .. يلجم شعــــــري الإحجـــامُ
وتمزقت نفسـي كطـــــــــفل حــــائر
قد عاقه عمـــــــــــــن يحب زحـــامُ
حتى وقفت أمــــــــــام قبرك باكـــيا
فتدفق الإحســــــــــاس ..والإلـــهامُ
وتوالت الصور المضيئة كالــــرؤى
وطــــــــــــوى الفؤاد سكينة وسـلامُ
يا ملء روحي .. وهج حبك في دمي
قبس يضيء سريرتي .. وزمــــــــامُ
أنت الحبيب وأنت مـــــــن أروى لنا
حتى أضـــــــــاء قلوبنا .. الإســـلامُ
حوربت لم تخضع ولم تخشَ العدى
من يحمه الرحمن .. كيف يضـــامُ
وملأت هذا الكون نورا فاختـــــفت
صــــور الظلام .. وقوضــت أصنامُ
الحزن يملأ يا حبيبُ! جــــــوارحي
فالمسلمون عن الطريق تعــــــاموا
والـــــذل خيم .. فالنفــــوس كئيبة
وعـــــــــــلى الكبار تطاول الأقزامُ
الحزن أصبح خبزنا .. فمســــاؤنا
شــــــــجن .. وطعم صباحنا أسقامُ
واليـــــأس ألقى ظـــــــله بنفوسنا
فكأن وجـــــــــه النيرين ظـــــــلامُ
أنى اتجهت ففي العيون غشـــاوة
وعلى القلوب من الظلام ركـــــــامُ
الكـــــــرب أرقنا .. وسهـــــد ليلنا
مَنْ مَهْدُهُ الأشـــــــواكُ كيف ينامُ
يا طيبة الخيرات ذل المســـــلمون
ولا مـجـير!! .. وضيـــــعت أحـلامُ
يغضون إن سلب الغريب ديـــارهم
وعلى القريب شذى التراب حـــرامُ
باتوا أســــــــارى حيرة .. وتمزقا
فكأنهم بين الــــــــــــــورى أغنـامُ
نامــــــــوا فنام الذل فوق جفونهم
لاغرو!.. ضـــــــاع الحزم والإقدامُ
يا هادي الثقلين هــــــل من دعوة
ندعو بها .. يستيقظ النــــــوامُ.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية