تذاكر أسامة
قدر الصحافة والصحافيين أنهم متهمون بكل شيء.. وبعض الزملاء لا يتورعون في إطلاق الاتهامات لغيرهم (متناسين) يوم الحساب.. قبل سنوات كتب أحد الصحافيين المعارضين عن زملائه في الداخل وأغدق عليهم رتباً عسكرية في جهاز الأمن.. بدأ بـ”أحمد البلال الطيب” ولم ينتهِ عند “النور الرزيقي” وكاتب هذه الزاوية، بل أضاف لكشف ضباطه كل من ليس معه في تنظيمه المعارض.. وفي العام الماضي بعد أن وجهت أصابع الاتهام لوالي “الخرطوم” السابق د.”عبد الرحمن الخضر” وحده دون غيره من ولاة “الخرطوم” المتعاقبين بتجاوز السلطات والصلاحيات والتصديق بخفض قيمة أراضي استثمارية لبعض أهل الحظوة والمقربين، كتب الصحافي “محمد الأسباط” كشفاً عن أسماء صحافيين حصلوا على تخفيض قيمة أراضي في كافوري والراقي، وذكر “الأسباط” في موقع الراكوبة أن “يوسف عبد المنان” قد حصل على أرض بقيمة مليارية ضمن عدد من الصحافيين.. لم أجد بدءاً غير تقديم شكوى لنيابة المعلوماتية وتحرير أمر قبض لـ”الأسباط” حال عودته من هجرته.. لكن (وساطات) واعتبارات أسرية تجمعني بالأخ “الأسباط” ووالده المحترم الذي هو بمثابة والدي وإخوته الذين هم بمثابة أشقاء.. أحتفظت بالقضية، ولكني كتبت معلناً تحدي اللجنة التي شكلها وزير العدل ولا زلت أطلب من اللجنة إن وجدت قطعة أرض في كل السودان منحت لشخصي أن تعلنها وأنا متبرع بها لصالح حكومة السودان، طبعاً باستثناء منزل بالحارة (100) (الصحافيين) ربما يتم نزعه في الأيام القادمة بسبب فشلي في سداد الأقساط الشهرية.. و(أمس) جاء الصحافي الرياضي “خالد عز الدين” بقائمة من زملاء المهنة قال إن “أسامة عطا المنان” أمين مال اتحاد كرة القدم قد تبرع بها للصحافية الذين شاركوا في ألفية مدينة “نيالا” في شهر (ديسمبر) الماضي.. وجاء في كشف “خالد عز الدين” الصحافيين “الصادق الرزيقي” و”بكري المدني” و”يوسف عبد المنان” قد حصلوا على تذاكر سفر من الاتحاد العام لكرة القدم لحضور ألفية “نيالا”.. واعتبر “خالد عز الدين” ذلك فساداً من اتحاد كرة القدم.. ومن هنا يبدأ التجني والترصد والكذب الذي يورد الإنسان المهالك.. نعم كنت حضوراً في ملتقى (الألفية) بـ”نيالا”.. ولكن لم أحصل على تذكرة من اتحاد كرة القدم وسافرت لـ”نيالا” ضمن وفد رسمي من القصر الرئاسي بدعوة من مكتب نائب رئيس الجمهورية، وكذلك الأخ “محمد الفاتح أحمد” رئيس تحرير صحيفة الأهرام اليوم، ومكثنا ثلاثة أيام في “نيالاط ضيوفاً على حكومة الولاية مرافقين للأخ “حسبو محمد عبد الرحمن” في طائرته الخاصة، فهل الطائرة الرئاسية الأنتنوف (78) أصبحت جزءاً من سودانير.. والأمانة تقتضي تبرئة الزميلين “الصادق الرزيقي” و”بكري المدني” فكلاهما لم تطأ أقدامهما أرض “نيالا” أيام انعقاد ألفية “نيالا” بجنوب “دارفور”، كان “الصادق الرزيقي” ضمن وفد النائب “حسبو” ولكنه لم يرافق النائب لوجوده خارج السودان، أما “بكري المدني” ربما زار “نيالا” متخفياً!!
وألفية “نيالا” نفسها لا علاقة لها باتحاد كرة القدم السوداني فقد دعا إليها الأخ “أسامة عطا المنان” بصفته نائباً لدائرة “نيالا” عن الحزب الاتحادي الديمقراطي ورمزاً من رموزها.. ويملك حق دعوة من يشاء ويصرف على مناشط دائرته كيف شاء ويدعو الصحافيين لمرافقته حيث أراد.. ولكن الزج بأسماء الناس في المعارك الخاصة والإيماء بأننا (مستفيدون) من مال الاتحاد العام لكرة القدم.. يعتبر سلوكاً مشيناً من زميل نقدره جداً، ولكنه اختار التربص بنا والإساءة إلينا عمداً.. وهو يخوض معركته مع “أسامة عطا المنان” الذي قد نختلف معه كهلالاب ظل يكيل ويكيد لكياننا العظيم، ولكن “أسامة” السياسي ابن “نيالا” الوفي.. يظل في حدقات العيون صاحب عطاء وفكر ثاقب.. ورجل خير قدم لـ”دارفور” الكثير ولا يزال فيه الرجاء والأمل وقديماً كان الشيخ الراحل “يس عمر الإمام” يحدثنا عن ضريبة العمل العام ويقول من يخشى أن توجه إليه الاتهامات في نفسه وأسرته ويقال عنه كل شيء.. فليحترف مهنة أخرى غير الصحافة ولا يقترب من ساحات السياسة.