فوق رأي
الجالية السودانية في السماء الأحمر!
هناء ابراهيم
سفريات الغضب غالباً ما تتجه نحو التصرفات المجهولة، والزهج داخل الباص مسؤولية حامله.
لقد ظل الكثير من أطفال بلادي ينشأون وفي مخيلتهم أن لهم أقارب وأصدقاء بجمهورية السماء الأحمر التي يحدها من الشرق بحر الغضب ومن الشمال صحراء سقط لقط ومن الجنوب نهر التوج.. كبروا وهم يحلمون بزيارتها كلما غضبوا لأن أمهاتهم عندما كن يغضبن لم يسمحن لهم يوماً بمرافقتهن، وكأن من شروط الحصول على التأشيرة عدم اصطحاب الصغار..
هذا وتعد الجالية السودانية في السماء الأحمر واحدة من أكبر وأعظم الجاليات الموجودة هنالك، إن لم تكن هي الجالية الوحيدة..
بخلاف دلالات الاسم، يبدو أن الحياة في السماء الأحمر رايقة وهنية و(الجو سمبتيكي) لأن الأمهات يذهبن إليها عندما يكن في قمة الانزعاج والضيق النفسي وذلك طلباً للهدوء والانعزال المؤقت..
وإن كانت ثمة مشاكل تواجههم لناقشها جهاز تنظيم شؤون السودانيين العاملين بالخارج في مؤتمراته.
الناس يذهبون إلى السماء الأحمر بمحض إرادتهم بعكس (الناس البودوهم التوج)..
بودوك التوج غصباً عن عينك، لكنك تمشي السماء الأحمر براك..
والعائدون من السماء الأحمر لا يخبروننا عنه، هم فقط يقولون (ماشة السماء الأحمر.. كنت في السماء الأحمر) أما الذي حصل في السماء الأحمر فلا علم لنا به..
أمي عندما كنا نسألها ماشة وين وكنت وين كانت تقول (اسكتلندا) وأحياناً (ألاسكا) الظاهر ما عندها أهل في السماء الأحمر..
الله يصبر ناس السماء الأحمر علينا..
الرياضة عندما تتدهور تمشي السماء الأحمر..
الاقتصاد عندما ينهار يمشي السماء الأحمر..
والعلاقات السودانية السماء أحمرية ظلت في تطور وازدهار وتوافق (رغم إنو مافي ولا بني آدم من السماء الأحمر قاعد يجينا) لكن أهو.. زيارات من جانب واحد.
والملاحظ إنو الناس بتمشي السماء الأحمر كتير، لكن ما بتقعد كتير.
أقول قولي هذا وأمنية حياتي أن أجري حواراً مع سفراء السودان في كل من سقط لقط، التوج والسماء الأحمر
و……..
أنا بكرة ماشة سقط لقط
لدواعٍ في بالي.