الحواتي "عمار خليفة": يرصد عبر الصورة أوجه التقارب بين "محمود عبد العزيز" و"بوب مارلي"
(يخلق من الشبه أربعين) (يا روعة سحر الأسطورة)
المجهرـ سلطنة عمان ـ نهلة مجذوب
“عمار خليفة” سوداني أصيل من الحواتة المغتربين بسلطنة عمان عاشق لمحمود عبد العزيز مهتم بتجربته الإبداعية، كتب الكثير من المقالات عن “محمود” ودائماً ما يبحث عن أي جديد ومدهش في مسيرة الحوت فيفاجئ به عشاقه ومعجبيه رغم اغترابه، إلا أنه ظل متابعاً لكل ما يخص فقيد الإبداع “محمود عبد العزيز”. وآخر إبداعات “عمار خليفة” رصده لكثير من المقاربات وأوجه الشبه بين أسطورة السودان “محمود عبد العزيز” والأسطورة الجامايكي “بوب مارلي”، كونهما أتحفا جماهيرهما بتجربة إبداعية عظيمة ولعبا دوراً متعاظماً يعكس إنسانية فائقة، ويظهر حب الجماهير لهما. مؤخراً وضع “عمار” صوراً متقاربة للغاية ومتشابهة في كثير من الأحايين بين الراحلين، نشرها في صفحات الراحل بالفيس بوك وعدد من المواقع، فكان لها صدى كبير وأحدثت دهشة في أوساط معجبيه .
(المجهر) استفسرت “عمار” عن كيفية توصله لهذه المقاربات بين الراحلين فماذا قال:
لا تستطيع أبجدياتنا أن توفي “محمود” و”بوب مارلي” حقهما، فهما ظواهر إبداعية لا يوجد لها تفسير، وسوف يظل كل منهما طلسماً يؤرق عقولنا، ويثلج صدورنا في نفس الوقت؛ فلطالما أذهبوا عقولنا واشتطت عن إدراكهم البصائر، وأسروا نفوسنا وتشدقت بهم السرائر. فتلك الحالة الازدواجية التي يصيبك بها “محمود” و”بوب” ما بين الدهشة والحيرة .. ما بين الانفعالية المطلقة والاسترخاء التام، هي التي تحرك كيميائيتك، وتشحذ ميكانيكيتك، لتسمو بذاتك وتخرجك من شرنقة واقعك، وتذرفك في فضاءاتٍ وعوالم جديدة .. فعندما تهتف في مسامعنا أصواتهم الناضجة سحراً وعبقرية، ويسحرنا حضورهم المتقد الذي يلقف ما تبقى لدينا من إدراك، نصبح ونحن في حضرتهم حينها بلا إدراك سوى أننا كيانٌ يتكيف في أن يتجرد من صيرورته ليعيش برهته..
ويا سلام عندما خاطب “محمود” جماهيره رداً على من أطلقوا إشاعة وفاته قائلا: (الأعمار بيد الله.. أنا بحيا بيكم وعايش ليكم).
(لله درك يا “محمود” وتغمدك الله بواسع رحمته .. وهذه العبارات تطابقها مقولة “بوب مارلي” (حياتي هي الناس)
My life is only important if me can help plenty people, if me, my life is for me, my own security, then me don’t want it, my life is for people .
حياة هذين العملاقين تكشف عن تشابه كبير بينهما في تفاصيلها، لم يكونا ينظران إلى زخرف الدنيا واهبين جلّ حياتهما في سبيل إسعاد البسطاء.. وكثيراً ما استغل الساسة شعبيتهم لتحقيق مآربهم.. وكلاهما كان واقفاً في الحياد، مكرساً كل منهما نفسه لإيصال رسالته الإنسانية والفنية والاجتماعية. فالغناء كان هدفهما الأسمى.. وكأن “بوب” و”محمود” كانا يتسامران من خلال هذه الأغنية.
( أنت وأنا من فوق على قمم سعيدة نخلي صوتنا دوام يغني يا صوتنا غني باللهفة والحب والتمني لا سهاد في ليل بعاند لا الوجع تاني بعاود بس نغني نهدم الخسران ونبني بالوهج عالم مغني).
والصورة تعكس مدى التشابه الكبير بينهما في كثير من المواقف الإنسانية والابتسامات والوقفات.