رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

يا جزيرة نيلنا .. السلام
رقية أبوشوك
 
في زيارة رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” إلى الجزيرة مؤخراً، أكد في خطابه الجماهيري أن مشروع الجزيرة والمناقل سيعود قريباً جداً إلى سيرته الأولى.. وهذه بشريات للسودان بصفة عامة.. ولأهل الجزيرة بصفة خاصة.. باعتبار أن هذا المشروع من أعمدة الغذاء العربي والأفريقي.. بل العالمي.
ومشروع مثل الجزيرة كان ينبغي أن تحل كافة مشاكله ليعود أكثر شباباً ومنعة وقوة حتى يستطيع أن يقدم الكثير.. خاصة وأن الشباب معروفون بكثرة العطاء وكثرة التجوال والحركة بعكس مرحلة الشيخوخة والتي تقعدك ليس طوعاً.. فالمشروع الآن نستطيع أن نقول إنه قاب قوسين أو أدنى من الشيخوخة ولكنه بات يبتسم بعد البشريات التي أعلنها الرئيس.. وأخرى تمثلت في إعادة الري إلى وزارة الموارد المائية والكهرباء والذي نحسب أن مكانه الطبيعي هو هذه الوزارة الفتية..
بالإضافة إلى بشريات أخرى أعلنت بـ(الأمس) في زيارة وزير الموارد المائية والكهرباء “معتز موسى” وهو يزور ولاية الجزيرة.. حيث تناول في لقائه مع والي ولاية الجزيرة “محمد طاهر إيلا”.. (ملف إدارة المياه بالمشروع والذي تسلمته الوزارة.. مع ضرورة التنسيق بين الجهات ذات الصلة بعملية الري لانسياب المياه في المواقيت المحددة في العروتين الصيفية والشتوية.. وتأهيل القنوات والطلمبات لتقوية نظم شبكة الري بالمشروع.. كما وعد الوزير بإعادة منظومة الري وإدارتها بعمل منظم وقانوني لتجويد الأداء).
نعم من أكبر المشاكل التي يعانى منها مشروع الجزيرة هي المياه.. فكم من مساحات زراعية (خرجت) من الخطة بسبب عدم توفر المياه الكافية لريها.. وكم من مساحات ماتت (عطشاً) بعد أن زرعت وصرفت عليها الملايين من جيوب المزارعين الذين خزنوها من أجل تقديمها للجهات المعنية بأمر التمويل .. فمشكلة العطش عند المزارعين أكبر من خروج المساحات من الخطة الزراعية .. فخروج المساحات قد يؤدي إلى الإحباط لكون المزارع بنى الآمال العراض لمساحة أكبر ولكنه قد يتفاجأ بخروجها بسبب عدم توفر المياه الكافية للري.. لا أقول يتفاجأ ولكنى أقول أحيط علماً (وهذا هو الفرق بين العطش وخروج المساحات).. أما العطش وموت المحاصيل بسببه فقد )تقتله( هو الآخر حسرة وألماً.. لأن (المطمورة) ستصبح (فاضية) من (القروش) وستكون (فاضية) أيضاً من المحصول الذي يصرف عائده عيناً ونقداً على أسر ممتدة.. حيث يتربع الكرم السودانى هنا:
مطمورتك تكيل للخالة والعمات
وفى الجود والكرم
إيديك دوام بارزات
أيضاً هنالك مشاكل أخرى غير الري جعلت المشروع يتراجع للوراء ولم يكن كما كان بعد أن فقد زراعة أكبر محصول زراعي نقدي وهو القطن الذي هو (شيال التقيلة) كما كان يقول شيخ المزارعين رحمه الله (الأمين أحمد الفكي) بمعنى  )بقروشه) يتم التحضير لكافة المحاصيل الأخرى فيما تذهب بقية المردود من المحاصيل الأخرى إلى توفير الاحتياجات الأسرية والمتطلبات اليومية .
فهذا المشروع  لازمه إهمال كبير بعد اكتشاف النفط كما أهملت الكثير من القطاعات الإنتاجية الأخرى.
الآن لا بد من وقفة لمعالجة كل هذه المشاكل وإعادة القطاعات الإنتاجية إلى دائرة الإنتاج وتوفير المعينات اللازمة التي تجعلها تضارب في الميدان وتنتصر .. فالزراعة هي التي تقود وتحرك قطاعات أخرى .. فالصناعة مثلاً تبنى على الزراعة..  فالمنتج الزراعي يتحول إلى صناعة ومن ثم صادر.. فالعملية الإنتاجية ذات ارتباط وثيق ببعضها البعض.
فلنبدأ أولاً بمشروع الجزيرة باعتباره العملاق الزراعي والمذهل الذي حيّر الإنجليز إبان فترة الاستعمار.. وأسموه )العملاق(.. باعتباره ذا أراضٍ خصبة وري انسيابي وأرض يمكن أن تنبت في أقل من الفترة التي حددت لها .. فلنعده الآن ونحن نحتفل بستين عاماً لاستقلالنا المجيد ونقول للاستعمار (ها هو العملاق ما زال شاباً وما زالت أراضيه خصبة وريه انسيابياً حتى أطلقنا عليه نحن في السودان “العملاق المدهش”).. فلماذا لا نستفيد من كل هذه الميزات النسبية التي يتميز بها هذا (العملاق المدهش)؟؟.. مع الوضع في الاعتبار ضرورة وأهمية الحماية لإنتاجنا المحلي مع العملية التسويقية للمنتج وفتح أبواب الصادر في حالة الاكتفاء الذاتي والفائض ومن ثم نقول :
يا جزيرة نيلنا السلام
لينا فيك آمال عراض
من قلوبا حابّاك تمام

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية