الديوان

حذيفة (أبو الرخاء) سوق الحقائب (الستاتية) تحركه صيحات الموضة وذوق النساء

توارث الحرفة أباً عن جد 
أم درمان ـ نهلة مجذوب
(أنا أتربيت تحت المكنة) بهذه العبارة رد علينا الشاب “حذيفة يحيى محمد عبد الرحيم” الشاب الذي تميز في مجال الصناعات الصغيرة صانعاً للحقائب (الستاتية)، عندما سألناه عن بداية علاقته بمهنة الحياكة، مؤكداً بأنه ارتباط منذ الطفولة الباكرة، حيث تفتحت عيناه على هذه  الصنعة، تعلمها من والده بأم درمان، والذي تنقل بين أحيائها وحاراتها، حاملاً سمعة احترافه لهذه المهنة التي توارثها من أجداده.
وفي حديثه لنا أكد “حذيفة” أنه تخصص في صناعة (شنط اليد) و(المطابق) النسائية التي أتقنها بمهارة وجودة عرفت في السوق باسم (جلكسي) كآخر صيحات الموضة في عالم الحقائب التي تصنع بالسودان، (المجهر) جلست إليه وخرجت منه بالتالي..
الاتجاه نحو حرفة الآباء والأجداد:
يقول “حذيفة” إن تميزه في هذه الحرفة جعله يواصل في العمل رغم دراسته وعمله كموظف في بعض المؤسسات، لكن قلة العائد المادي من الوظيفة جعله يتجه نحو حرفة وصنعة الآباء التي تربى عليها، فوالده العم “حمد عبد الرحيم” المشهور بين زبائنه وفي سوق أم درمان ومعارفه بـ(أبو الرخاء)، كسب سمعة طيبة في هذا المجال لجودة عمله منذ أن كان يصنع (الجزالين) للرجال ،والتي توضع فيها النقود، بجانب البطاقات الشخصية، وفي ظل مزاحمة المستورد  من هذه المصنوعات الجلدية، اتجه هو لصناعة الحقائب النسائية بأشكال وألوان مختلفة جذابة وبأسعار مناسبة حتى حاز  على  نفس لقب والده (أبو الرخاء)،  وتجد منتوجاته  حظها من الإقبال لدى التجار بكل أسواق العاصمة والولايات.
وعن عرض مصنوعاته الجلدية، قال ،إنه يعرضها في  دكان مساحته معقولة مع إخوته وأقاربه وكثيرين غيرهم  تتلمذوا على يديه وصاروا محترفين في المجال ، وفتحوا بها بيوتاً وكونوا أسراً، لذا فقد ظل يعمل على تدريب كل من له رغبة في تعلم هذه الصنعة، وقال إنه مجال سهل التعليم يحتاج للمهارة والسرعة والرغبة في العمل، وأضاف كل ما كان العامل كثير الإنتاج ، كلما كان دخله عالياً ،وأقل راتب يكون 3 ملايين في الشهر، وأشار إلى أن محله (الإخوة) يضم عدداً من حملة الشهادات والخريجين ، الذين لم يجدوا وظائف في تخصصاتهم.
وعن أسعار الحقائب التي يصنعها يقول إن سعر الحقيبة من المحل 10 جنيهات، وأقل عامل بإمكانه أن يسهم في صنع 10 دست، على الأقل بيومية 100 جنيه.
من خياطة الزفاف إلى الشنط:
واسترجاعاً لماضيه مع فن الحياكة، كشف “حذيفة” بأنه سبق وأن تخصص في خياطة فساتين العرائس لفترة طويلة من الزمان، وبعد استغناء العروسات عن خياطة الفساتين ، بعد توفر الجاهز اتجه لتخصصه الحالي الذي تعلمه من والده، وهنا يحكي أنه كان شغوفاً بالعمل مع والده ، الذي عمل في صناعة الحقائب زمناً طويلاً وبعد عودته من المدرسة،  كان يجالسه إلى أن يحين المساء ويذهب لاستذكار دروسه ،ليتعلم منه الصنعة حتى ورثها. ولكن كان يفضل في ذلك العمر توزيع المنتج في سوق أم درمان.
الجلكسي بـ(كل الألوان):
ويمضي “حذيفة” في القول بأنه وإخوته يحرصون على  مواكبة صيحات الموضة، وما يتطلبه ذوق الفتيات والنساء بصورة عامة ،وما يفضلنه من ألوان وأشكال راقية، لذا يقوم بتسمية منتجاته بأسماء تسويقية مثل (الجلكسي)، إضافة لاختياره الألوان المرغوبة مثل الأسود والأحمر والأزرق والأبيض والألوان المتداخلة مثل الجلد (النمري) وغيرها، و يحرص على تنسيقها، كما يقوم المحل بابتكار أشكال متباينة للحقائب الصغيرة (المطابق) والكبيرة المعروفة بـ(الهاند باك) أي شنطة اليد، وذلك لتواكب منتجاته الذوق والموضة الحديثة ، ويكون ما بداخلها منظماً ويتسع لوضع الاحتياجات كـ(الموبايل وصندوق المناديل) والأغراض الأخرى للنساء.
لابد من الاستفادة والإفادة:
ختاماً سألناه عن مستقبل الصناعات الصغيرة بالبلاد، فأكد على أن مستقبلها مبشر إذا وجدت اهتماماً من الجامعات ،بأقسام الصناعات الصغيرة والحرفيين، ووجدت الدعم من الدولة والمؤسسات والمنظمات المعنية بتطوير الصناعات الصغيرة ، حتى تسهم في إنعاش الاقتصاد ومحاربة ظاهرة العطالة والبطالة المتفشية وسط فئات المجتمع خاصة الشباب.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية