حوارات

رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالحملة النسائية لدعم الحوار الوطني "" في حوار الصراحة مع (المجهر)

(الوطني) سيوافق على الحكومة الانتقالية  إذا تضمنتها مخرجات الحوار
قيادية من حزب (الأمة) تشارك في حملة دعم الحوار وترى فيه الحل
الحوار نجح بنسبة (70%).. ولا مشكلة إذا سيطر (الوطني) على الحوار بتمثيله المتساوي
 هناك ترتيبات جارية للقاء “الصادق”.. و(الشعبي) أكثر الأحزاب جدية
حوار –  نجدة بشارة
عقب القرار الذي اتخذته آلية (7+7)،  القائمة على مشروع الحوار الوطني ، بمد أجل الحوار حتى العاشر من فبراير القادم، تصاعدت وتيرة الأحداث ، وتباين المشهد السياسي ، ما بين مبارك للخطوة ومتفائل بها ،حد اليقين بإمكانية جذب مزيد من المشاركات المتواصلة، من قبل القوى السياسية ،التي لا تزال تتمسك بموقفها الرافض،  وتراوح مكانها خارج نطاق المشاركة، وبين المتشائمين من ضيق الفرصة وتسرعهم بدق  المسامير  على نعش الحوار. باعتبار أن مدّ الأجل ليس سوى قفزة استباقية للحكومة ، فوق حاجز التوقعات ،وشرائها للوقت ومحاولتها إنهاك القوى المشاركة، وقد يفسد روح الحوار بالتطاول غير المحمود.
ووسط هذه الزوبعة من الافتراضات والافتراضات المضادة ،تصدر همسات من داخل دهاليز القاعات المغلقة ، بأن شريحة من المحاورين تحمل همّ شكل الحكومة المرتقبة، ومحاولة إعطائها أولوية في الطرح على لجان الحوار، الشيء الذي نفته القيادية بالمؤتمر الوطني “سامية حسن سيد أحمد ” ، وعدّت في حوارها مع (المجهر) أن مخرجات الحوار ستبحث عن سبل حلحلة القضايا الكلية للبلاد، وأن شكل الحكومة ،انتقالية كانت أو قومية، هو آخر هم المتحاورين، وذهبت إلى تأكيد أنه في حال ضمت بنود مخرجات الحوار طرح الحكومة الانتقالية ،فإن الحكومة ستوافق حتماً عليه.
وترى سامية  أن تأجيل الحوار فرصة لجذب مزيد من الحركات المسلحة التي غردت طويلاً خارج سرب الوطن ، خاصة حال تلمسها الجدية ، عبر  متابعتها لمجريات الحوار ،خلال الفترة السابقة.. فإلى الحوار.
{ في اعتقادك.. ما الدافع لتمديد أجل الحوار الوطني من قبل الآلية؟
– أعتقد أن التمديد تم لظهور مؤشرات من بعض الرافضين للحوار، وتوقع التحاقهم به، بالإضافة إلى أنه من أهداف الحوار الوصول إلى تسوية سياسية شاملة لحل كل قضايا السودان. بناء على ذلك تسعى الآلية للتعلق بأي أمل يمكن أن يحقق التسوية، حتى إذا تطلب الأمر تمديد أجل الحوار، لكن في حدود سقف زمني معين، وفترة شهر قد تكون مناسبة بالنسبة للرافضين، لإبداء حسن النوايا، والتحاقهم بركب الحوار، بعد أن تأكد لهم جديته على مدى الثلاثة شهور الماضية.
{ وهناك من يتهم آلية (7+7) بإطالة أمد الحوار بإيعاز من الحكومة، لشراء الوقت ،خاصة وأن المتحاورين متوافقون بنسبة (90%) كما أعلن؟
– أرى أن التمديد ليس لأن هنالك مشكلة ومعضلة أمام المتحاورين، لكن أملاً في التحاق القوى السياسية التي لا تزال خارج نطاق المشاركة ،كما أسلفت، وجذبهم إلى الحوار.
{ كيف تفسرين إعلان الآلية عن اتفاق المتحاورين بنسبة (90%) في فترة وجيزة ،وما مقياسها لذلك؟
– أنا شخصياً لا أعرف كيف  حدث ذلك.  لكن قد يكون لدى  الأمانة العامة للجنة (7+7) مقياس.. لكن كان حرياً بها أن تُطلع الرأي العام عليه ،مع طرح الكيفية التي قيست بها نسبة التوافق، التي أظن أنه تم التوصل إليها بآلية محددة.
{ البعض فسر ارتفاع نسبة التوافق لإحكام قبضة الحزب الحاكم وسيطرته على أجواء الحوار ،مقارنة بالأحزاب الأخرى؟
– الحزب الحاكم إذا كان يسيطر بتمثيله المتساوي مع كل القوى السياسية والحزبية الموجودة، فلا أعتقد أن هنالك مشكلة.
{ كيف لا توجد مشكلة في أن يدعو للحوار الوطني ،ثم يحاول الإملاء والتأثير على المتحاورين؟
– لا أعتقد.. يجب ألا نستخف بعقول المتحاورين ولا قدراتهم وانتماءاتهم ورغباتهم في إيصال رؤيتهم الحقيقية .والمؤتمر الوطني لا يستطيع أن يملي على شخص، لكن يمكن أن يطرح الطرح الموضوعي، ويجد التجاوب.
{ لكنه قد يكون مهيمناً؟
– لا يمكن أن يهيمن بأي حال من الأحوال، لأن المؤتمر الوطني يمثل (1%) ويملك صوتاً واحداً في كل لجنة، مثله مثل باقي الأحزاب، لكن قد يكون لديه منطق ليقنع به الآخرين بما يطرحه، وهذا حقه.
{ هنالك حديث عن أن معظم الأحزاب المشاركة في الحوار “أحزاب فكة” ، ولا تملك ثقلاً سياسياً في الساحة؟
– أين هذه الأحزاب التي لها ثقل في الساحة السياسية؟  أرى أنه فقط هناك حزب الأمة القومي ،غير المشارك بصورة مباشرة، لكن لا يوجد حزب يمكن أن يقال عنه كبير ،وغير مشارك.
{ ماذا تعنين بأن حزب الأمة غير مشارك بصورة مباشرة.. هل يعني هذا مشاركته بصورة غير مباشرة؟
– من واجبه أن يشارك في الحوار، وإذا كانت لديه بعض الرؤى في المشاركة فهذا شأنه، لكن لن يتعطل الحوار فقط لأن هنالك حزباً أو حتى عشرة ، تتمترس في مكان واحد.
{ لكن قد تضعف الحوار باعتبارها أحزاباً ذات ثقل جماهيري؟
– وأين هذا الثقل الجماهيري، إذا كان حزب الأمة قد خاض انتخابات العام 2005م ولم يتحصل على أصوات، وانسحب قبل يوم واحد من بدء الاقتراع؟  الثقل الجماهيري يقاس فقط بصندوق الاقتراع.
{ إصرار حزب المؤتمر الشعبي على الحكومة الانتقالية كحل، ومجاهرة الوطني بعدم إطلاعه على طرح الشعبي،  أعطى انطباعاً بعدم جدية الطرفين؟
– قد أختلف أو أتفق مع الشعبي في آرائه، لكن أعتقد أن أكثر حزب يأخذ مسألة الحوار بجدية بعد المؤتمر الوطني هو الشعبي.
{ ولماذا يرفض الوطني فكرة الحكومة الانتقالية طالما كانت ضمن الحلول المطروحة؟
– أنا مع مخرجات الحوار سواء أكانت حكومة ائتلافية، حزبية أو انتقالية، لكن لا استبق مخرجات الحوار، كما علينا جميعاً أن نعمل من أجل الدفع بمخرجات الحوار على اعتبار أننا تعاهدنا بالالتزام.
{ مقاطعة.. لكن الحكومة ترفض مجرد فكرة الحكومة الانتقالية ،والطرح برمته؟
– لا أظن أن هنالك شيئاً يدعوها للرفض، لكن قد يكون طرح الوطني داخل لجان الحوار مختلفاً، ورؤيته فيها مغايرة للرؤية المطروحة، وإبراز رؤيته لا يعني بالضرورة رفضه لرأي الآخرين، ومن حقه أن يدلي برأيه ووجهة نظره في الموضوعات الستة المطروحة بالحوار.. عقب ذلك إذا أجمع الموافقون بنسبة (90%) على أمهات القضايا الكلية، عندها أؤكد أن الوطني لن يرفض.
{ في رأيك.. هل يمكن أن يوافق الوطني على الحكومة الانتقالية؟
– إذا كان ذلك ضمن الحلول ومخرجات الحوار، أعتقد يمكن.
{ لكن ألا تعتقدين أن إنكار الوطني لطرح الشعبي حول الحكومة الانتقالية قد يكون سبباً للانسلاخ عن الحوار؟
– لأنه يفترض أن يلتزم بمخرجات الحوار  من  الناحية الأخلاقية، كما يحق للشعبي الدفاع عن رؤيته داخل لجان الحوار والترويج لها.
{ معظم الحركات المشاركة عدّها البعض مجرد حركات كرتونية لا تضيف للحوار؟
– بالعكس الهدوء السائد الآن بمعظم ولايات دارفور يشير إلى أهمية هذه الحركات المشاركة، وثقلها في الميدان، وأرى أن هنالك نسبة أمان لم تشهدها هذه الولايات من قبل، وهذا رأيي كمراقبة للأوضاع السياسية،  والكثير من الحركات المسلحة وضعت سلاحها بالأرض الآن،  وتشارك في الحوار الوطني.
{ في اعتقادك ماذا أضافت “تراجي” للحوار الوطني؟
– أنا سعيدة بمشاركتها، ومهما قيل عن نضالها وكفاحها ورأيها السابق ، إلا أن الحوار يجبّ ما قبله، خاصة وأن كل المعارضين استخدموا كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة والمتاحة في سبيل إسقاط النظام.. و”تراجي” وجودها الآن مهم ومشاركتها إضافة نوعية للحوار، وأنا التقيت بها، وأفتكر أنها جادة وقادمة بقناعات راسخة ،بعد أن درست كل الأوضاع في المنطقة العربية، خاصة الأحوال في جنوب السودان بعد الانفصال.
{ عقب نهاية المرحلة المحددة للحوار وبداية أمد جديد. هل تعتقدين أن الحوار حقق أهدافه؟
– بدرجة (70%) كتقييم في الخارج.
{ من واقع عملكم في حملة دعم الحوار هل هنالك استقطاب يجري الآن للحركات، كالجبهة الثورية؟
– ليست لديّ معلومة عن حركة محددة، لكن تمديد الحوار يعني أن هنالك استعداداً أو إشعاراً من بعض الحركات للالتحاق بالحوار.
{ حكم البعض على الحوار بالفشل، بدليل أن مشكلة السودان في إيقاف الحروب التي ما تزال مستمرة؟
– قد تكون هنالك بعض الجيوب.. لم أقصد أن كل المناطق آمنة مائة بالمائة، لكن ذلك لا ينفي أن هنالك درجة كبيرة من الأمان الآن.
{ بما تفسرين رفض الوطني للمؤتمر التحضيري ،على الرغم من أنه سبق ووافق عليه؟
– أظن أن دافعه من ذلك أن يكون الحوار “سوداني -سوداني”، ولا يرفض المؤتمر في معناه العريض، لكن يرفض مكان إقامته، إذ ما الدافع ليكون هنالك لقاء لأبناء السودان لمناقشة قضاياهم خارج أرض السودان، في حين أن هنالك ضمانات للمعارضين من قبل الحكومة كي يدخلوا أو يخرجوا متى ما أرادوا ذلك!!
{ لكن الوطني سبق أن وافق على المؤتمر التحضيري؟
– ليست لديّ معلومة عن موافقته سابقاً، لكن أظن أن موافقته تستند إلى مؤسسة الحزب، وإذا حدث ذلك- وافق ثم تراجع- لعلمنا بذلك على الأقل داخل الحزب.. لذلك لا أعتقد أن المؤتمر الوطني اتخذ خطوة كهذه دون أن يبرز هذه المتغيرات على أعضائه في الحزب.
{ ألاترين أن  رفض الوطني للقاء التحضيري قد يخلق أزمة بينه والآلية الأفريقية؟
– لا أعتقد، لأن الآلية نفسها تسعى لإشراك أكبر عدد من القوى السياسية في السودان والانخراط في الحوار، وأتوقع أن تتم تسوية والتوصل إلى تفاهمات بين الآلية الأفريقية وآلية (7+7) بشأن المؤتمر التحضيري، كما أن المؤتمر الوطني لا يحق له الآن أن يتخذ القرار وحده بشأن المؤتمر، الذي أعتقد خضوعه حالياً لآلية (7+7) وهي ترجح أن يكون الحوار سودانياً.
{ هذا يفسر رفض الوطني لأية رقابة دولية على الحوار؟
– رقابة دولية.. ولماذا..؟ (عشان تذكي الفتنة بين الناس) وتفرقهم عن بعضهم.. الحوار لا يحتاج إلى رقابة، فقط تمت دعوة مؤسسات ومنظمات دولية في الجلسة الافتتاحية، وتتم دعوتهم ليكونوا شهوداً على مخرجات الحوار.
{ ما الشيء الجديد الذي أضافه تأجيل الحوار بالنسبة للحملة وخططها؟
– لجنة العلاقات الخارجية لدعم الحوار، الحملة النسائية ، تضم ممثلات من منظمات المجتمع المدني، أحزاب المعارضة، وحتى حزب الأمة توجد معنا ممثلة له في الحملة..
{ مقاطعة.. كيف يشارك حزب الأمة في الحملة فيما يقاطع الحوار؟
– أظن وجودها كممثلة للمجتمع المدني وهي “نهى النقر” (دي واحدة من تناقضات حزب الأمة)، وعضو الحزب موجودة معنا ومقتنعة بأن الحوار من أهم الآليات التي ستؤدي إلى استقرار البلاد.
{ لكن بتضامنها معكم قد تكون غردت خارج سرب الحزب؟
– (والله السؤال ده اسأليه ليها).
{ في ماذا يمكن أن تساهم النساء لجذب الحركات المسلحة للحوار؟
– طبعاً مهمتنا ككل أن نشجع المجتمع الدولي بأن يواصل مساندته ودعمه للحوار، أيضاً لدينا خطة مع لجنة (7+7) أن نسعى للتواصل مع رافضي الحوار، خاصة وأن رسالتنا نحن كنساء تختلف عن الرجال وقد تجد الاستجابة الأكبر.
{ كيف ذلك؟
– مثلاً في اجتماع لنا مع آلية (7+7) وفي التعارف بدأنا وقتها ونحن حوالي (21) سيدة بالتعريف عن شخصياتنا من واقع عملنا ومسؤولينا في الحملة.. رئيسة، نائبة.. الخ.. وعندما جاءت الفرصة للرجال، لاحظنا أنهم عرفوا عن أنفسهم من خلال انتماءاتهم الحزبية، وهذا يعطينا يقيناً أن النساء هن الأكثر قدرة على الوحدة والتلاحم.. صحيح كلنا نفتخر بانتماءاتنا الحزبية، لكننا شعرنا أن اللحظة هي للسودان ووحدته وبهذه الروح نسعى للتواصل مع رافضي الحوار، ونحاول إقناعهم بالانخراط فيه، ليس من أجل المؤتمر الوطني وإنما من أجل وحدة الوطن وتنميته واستقراره.
{ إذن قد تكنّ خاطبتن عدداً من الحركات المسلحة.. ماذا كان ردها؟
– بداية خاطبنا الاتحاد الأفريقي.. أخبرناه أن هنالك هيئة نسائية لدعم الحوار، والبرلمان العربي، والأفريقي.. أما خطوتنا الثانية فنوجهها إلى المناطق الخارجية التي توجد بها الحركات الرافضة للحوار.. أيضاً من خطتنا مقابلة “الصادق المهدي” وبعض القيادات السودانية الموجودة بالخارج، والآن تجري ترتيبات مع جهات ذات علاقة بهم ليتسنى لنا ذلك. لكن حتى الآن ننتظر الرد من هذه الجهات ونعمل بالتضامن  مع  لجنة الاتصال الخارجي للوصول إلى بعض الحركات المسلحة.
{ من أين يتوفر لكم الدعم المادي.. وماذا بشأن الحديث عن نثريات تدفع للمتحاورين؟
– (ما عندي فكرة.. ده عمل دولة).. قد تكون الدولة داعمة للحوار، لكن نحن في الحملة النسائية ليس لدينا أي دعم من أية جهة، ونعمل بجهودنا الذاتية، وليست لنا ميزانية محددة، فقط نستفيد في تواصلنا مع الأحزاب المشاركة، بأن يتحمل كل نفقة عمله في الحملة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية