فوق رأي
سيلفي مع “إبليس”
هناء إبراهيم
هوس السيلفي أو حمى التصوير الذاتي التي انتشرت مؤخراً، تجاوزت المعقول وقد جد في الجنون جنوناً، حيث وصل الأمر بشاب لبناني أن قام بنبش قبر والدته ليلتقط صورة سيلفي مع عظامها، ولو أنه وجد طريقة لأخذ سيلفي مع “نكير”.
(أب قلباً ميت) نشر هذه الصورة على صفحاته الشخصية، الأمر الذي دعا وسائل الإعلام لاستضافته بغرض معرفة دوافع هذا الفعل وشعوره حينئذٍ.
الفضائية التي أجرت مقابلة مع الشاب حرصت على وجود أخصائية نفسية أثناء الحوار وفقاً لاحتمال ربما أنه غير متزن نفسياً، إلا أن الأخصائية كانت تستمع إلى إجاباته بالكثير من الدهشة، حيث بدا لها كشخص سليم..
وأكد أنه لا يخشى ملاحقة الجهات الأمنية.
الواحد طبعاً بقى يخاف على الأموات من مجانين السيلفي..
والله جد..
الزول في قبرو ما يريحوا؟!
التوثيق جميل خاصة اللقطات التي لا تتكرر، أما التعدي على الحرمات فـ هذا فلاش مظلم..
عايزة أفهم بأي فهم الواحد يأخذ سيلفي أثناء أداء فريضة الصلاة؟!
تمكنا بحمد الله وتوفيقه من استيعاب كافة نظريات التصوير الذاتي مع المعالم والمطاعم والنجوم.
استطعنا استيعاب (سيلفي) الملحن طارق أبو جودة ببرنامج (ديو المشاهير) توثيقاً لـ لون ذقنه الذي يغيره كل أسبوع تماشياً مع لون (التي شيرت).
استوعبنا تماماً أن يأخذ الشخص سيلفي مع الحيوانات والسيارات ومع السلطان “سليمان” و”لويس” السادس عشر.
كما أنه من الطبيعي أن يصل عدد الأغنيات التي تحمل اسم (سيلفي) ما يفوق الثلاثين أغنية، أهضمها (يلا ناخد سيلفي) لفايز السعيد.
طبيعي كذلك أن ينجب السيلفي موضة تصوير الشعر أو ما يعرف بـ الهيلفي ثم (السيلفي شوز).
كذلك تمكنا بعون الله من استيعاب تنزيل المأكولات بهيئة سيلفي على إنستجرام قبل الفم والمعدة.
وصلنا أبعد من ذلك حين تقبلنا فكرة تصوير الكارثة والحوادث بدلاً من المساهمة في الإنقاذ، إنما العيب والشين والصدمني حقاً هو صور (السيلفي) المقرون بالابتسامات وإشارات الفرح مع نيران الحريق الذي نشب بأحد فنادق مدينة “دبي” ليلة رأس السنة.
حاجة تخجل والله..
شماتة في مصائب الناس مثلاً؟!
في ابتسامة واقفة ليك هنا مثلاً؟!
تعرض الشابان المصريان في السيلفي أعلاه للمساءلة القانونية، بينما هما بحاجة لمساءلة أخلاقية عميقة.
و…….
هسه شربنا الشاي.