أخبار

خربشات (الجمعة)

 (1)
“حجي جابر” أديب وقاص من الشقيقة اريتريا.. ولد في مدينة “مصوع” ذات العينين الساهرتين.. وعاش بضع سنوات من طفولته في السودان يتحدث العربية ويكتب رواياته بلغة الأم أي العربية، فهو من المثقفين الاريتريين الذين ضاقت بهم “أسمرا” يوماً ما، ولكنه عاد وخرج والقلق يسكن دواخل مبدع كتب عام 2012م، رواية (سمراويت) التي هام بها بعض الشباب السوداني والمصري، وحتى في الخليج نالت إعجاب القراء ومنحتها الشارقة جائزة الإبداع العربي، مما شجعه على كتابة روايته الثانية (مرسى.. فاطمة). وفي العام الماضي أصدر روايته الثالثة (لعبة المغزل) والرواية الأخيرة ينحي فيها الأديب الاريتري نحو مدرسة (صالح مرسي)، الذي وظف مواهبه في خدمة المخابرات العامة في بلاده مصر واستطاع تصوير جهاز المخابرات المصري في حقبة الصراع مع إسرائيل قبل أن تدخل مصر نادي (أوسلو)، وتصبح في طليعة المطيعين بأنه قوة لا تخترق.. ويستطيع أن يصل إلى (الإبرة) في عمق مياه البحر.. “حجي جابر” روايته (لعبة المغزل) يروي قصصاً وحكايات عن بطولات الثورة الاريترية، وكيف قاوم رواد المقاومة والجهاد والكفاح والطغاة الإثيوبيين في عهد “منقستو هيلا مريام”.. مكونات الرواية البسيطة جعلت منها تحفة جمالية أنيقة، ومن خلال حياة فتاة فقدت والدها وأمها في حرب التحرير وعملت موظفة في دار الوثائق.. عرفت كيف قاوم الاريتريون الاحتلال حتى تحقق لهم النصر.. من حق اريتريا أن تحتفي وتفخر بالأديب “حجي جابر” والقصص والروايات هي التوثيق الأعمق أثراً في نفوس القراء.. ونحن في السودان دائماً نعجز عن الاهتمام ببطولات قواتنا وأجهزتنا الاستخبارية.. لا نبرز بطولاتها وليس لنا في تقاليدنا قانون للمعلومات.. وفي كل يوم تباهي البلاد بكفاءة جهاز مباحث الشرطة ولكن متى يكتب أديب وقاص قصة “أميرة الحكيم”.. أو كيف قتل الشهيد “محمد طه محمد أحمد” وكيف تم تفكيك عناصر الجريمة والوصول إلى الجناة.. وفي أرشيف القوات المسلحة عمليات في جنوب السودان آن الوقت ليعلم في الوطنين الشمالي والجنوبي تضحيات الشباب مثل عملية جبل بدما وتحرير الرهائن وعملية مطار جوبا.. وكيف صدت قواتنا الباسلة حملة الأمطار الغزيرة والثعلب الأسود.. كل الدول تمجد بطولاتها إلا نحن نشكك حتى في المهدية وما قصة “حمور زيادة” إلا مثال آخر يمثل (معكوس) “حجي جابر” ورواية (لعبة المغزل).
(2)
للبنانيين مثل يقول (أركب الديك شوف وين بوديك) والديك المعني هو الديك الطليق لا الديوك التي تحبس في الأقفاص.. والديوك طبعاً ترتعد أطرافها من مجرد رؤية الصقر الجارح حتى (الحدية) الصغيرة يخافها أكبر ديك في الحلة.. وقيل إن (الفراريج) أي الكتاكيت الصغار سألوا والدهم الديك وقد راقبوا سلوكه حينما تهجم الصقور الجارحة على (قطيع الدجاج)، فإن الديك يهرول مسرعاً للاختباء خلف أغصان الأشجار خوفاً من أن يتخطفه صقر جارح.
سأل (الفراريج) والدهم الديك الكبير لماذا يهرول خوفاً من الصقر وهو أكبر منه حجماً ويستطيع مقاومته والقضاء عليه إن وقعت الواقعة بين الديك والصقر، رغم أن “الحاردلو” في أشهر أبياته يقول (كتال الديك مع الصقر البطير كيفنو) فقال الديك لأبنائه الصغار من (الفراريج) أنا عندما كنت في عمركم هجم علينا صقر كاد أن يخطفني وقد نجوت من مخالبه بأعجوبة، ومنذ ذلك الحين (دخلت فيني خوفة لم تخرج حتى اليوم). أسأل الله أن لا يركبنا الزمان على ظهر ديك و(يودينا) أم طرقاً عراض وكل (جمعة) وأنتم بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية