الصحة تعترف بتحديات انتشار أمراض السرطان والسكري والضغط

أعلنت نيتها إجراء مسح عاجل
الخرطوم ـ فاطمة عوض
أقرت وزارة الصحة بمعاناة البلاد من انتشار الأمراض غير السارية، مما يستوجب قيام مسح عاجل لمعرفة الحجم الحقيقي لهذه الأمراض ومسبباتها، معلنة اكتمال الاستعدادات لانطلاق عمليات المسح التدرجي للأمراض المزمنة خلال يناير الجاري، بتجهيز (28) فريق عمل بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء وجامعة الخرطوم.
واعترف وكيل وزارة الصحة الاتحادية د.”عصام عبد الله” بعدم وجود نظام فعال لتقصي الأمراض غير السارية، كاشفاً عن ارتفاع معدل الإصابة بهذه الأمراض، حيث أوضح بأن المسح السكاني الأسري لعامي 2006م 2010م والسجل القومي للسرطان، أثبتت زيادة معدل الأمراض غير السارية، ففي العام 2006م بلغ معدل السكري (12%) وفي العام 2010م (14,5%)، وارتفاع ضغط الدم الذي بلغ معدلة  (24,5%) في العام 2010م، كما شهد السرطان زيادة ملحوظة في هذه الفترة، حيث بلغت نسبة الإصابة بسرطان الثدي (34,5%) وسرطان عنق الرحم (14,3%)، وزيادة في عوامل الخطورة. وقال إن أمراض القلب والسرطان تحتل موقعاً متقدماً ضمن أكثر عشرة أمراض مسببة للوفيات بالسودان منذ العام 1998م.  وكشف عن تحديات تواجه الوزارة في الحد من تلك الأمراض  وشملها في التغطية الشاملة لكل الولايات، بخدمات الأمراض غير السارية لتقليل عوامل الاختطار وإنشاء نظام فاعل للترصد المرضي.
وقال الوكيل إن المسح يهدف لدراسة ترصد عوامل الاختطار للأمراض المزمنة غير السارية في السودان، ووصفه بأنه الأول من نوعه ليقدم بيانات أكثر دقة عن عبء الأمراض المزمنة وعوامل الاختطار والبيانات الأساسية للتخطيط واستخدام أفضل للموارد، بجانب المساعدة على قياس أثر التدخلات المختلفة وتعزيز الترصد والبحوث للوقاية والسيطرة على الأمراض غير السارية، مبيناً أن  المسح يشمل أمراض الجهاز التنفسي مثل الربو وأمراض القلب مثل النوبات القلبية الحادة وأمراض القلب المزمنة، إضافة لأمراض السرطان وضغط  الدم والسكري. وأضاف الوكيل بأن الأمراض المزمنة تشكل هاجساً للوزارة باعتبارها من أكثر الأمراض المسببة للوفيات أو الإعاقة، مبيناً بأن ستة وثلاثين مليون شخص يموتون في العالم سنوياً بسبب هذه الأمراض، يشكلون نسبة  (63%) من نسبة الوفيات العالمية، وأن تسعة ملايين منهم يموتون في أقل من عمر الستين،  وأن (80%) من الوفيات تحدث في الدول النامية، مؤكداً بأن الأمراض المزمنة تعد المهدد الثاني من حيث الخطورة على الاقتصاد العالمي، وفق تصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي، شارحاً العوامل التي تؤدي للأمراض المزمنة، حيث يأتي التبغ في مقدمة هذه العوامل والأكل غير الصحي وقلة الحركة والرياضة، داعياً للإقلاع عن التبغ والتقليل من استخدام الملح والسكر والدهون، والمتابعة الدورية للطبيب لتساعد على الاكتشاف المبكر لهذه الأمراض.