رأي

فوق رأي

يُشترط إجادة لغة العفاريت
هناء إبراهيم
 
توضأ بالأمل، شرب قهوة التفاؤل، أخذ شهاداته بنية زيارة بيوت المعاينات الخاصة والحكومية وبقى مارق..
ثبت للجنة التي من المفترض موقرة، أن الشهادات التي بحوزته عشرة على عشرة وأنه من الذين ختموا آيات التميز بهذا المجال، وأن عيبه الوحيد يعاني من نقص (فيتامين واو) يسند عليه ظهره حديث التخرج كبير الطموح فقالوا له: من المحتمل إننا بعد عشرين عاماً سوف نقيم شراكة مع شركة ألمانية، لذلك لابد من إجادة اللغة الألمانية قراءة وكتابة وتحدثاً ويسرنا أن نعتذر لك..
من (دربو داك) انخرط في كورسات مكثفة لدراسة اللغة الألمانية والفرنسية والصينية إلى أن حان ميقات معاينات العام القادم، فأتى اللجنة وبمعيته خمس لغات خالية من الـ(لكلكة)، ليجد أنهم هذا العام وضعوا رقصة الـباليه والعزف على الربابة ضمن شروط القبول بالوظيفة، وبما أنه (خارج التون) يسعدهم الاعتذار له مجدداً..
ذهب إلى معاينة أخرى فوجدهم يشترطون أن تكون خبرته قدر عُمر جده وأن يجيد نط الحبل والقبض على النقرز.
اتفرجتوا؟!
ثم رفضته إحدى الشركات لأن لون عيونه الأسود يوحي بالخسارة التي لا تنشدها الشركة، وأخرى بحجة أنه مدريدي ومدير الشركة برشلوني..
فبصراحة على الخريج دراسة نفسيات اللجنة قبل الشروع في المعاينة..
فقد تجدهم يشترطون إجادة لغة العفاريت الزرق لإبعادك عن الوظيفة المحجوزة مسبقاً لذلك (الفي شنو والمافي شنو؟!) أعمل فيها عفريت طوالي..
وريهم الجن الكلكي..
أقول قولي هذا بلغة أهل سقط لقط وبطريقة معشر الواق الواق.
لازم تعمل كورسات تقوية للتعامل مع العطالة والمراسيل.
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: قدمت لوظيفة رضاك لكن زعلك لم يجز القرار..
و…….
اتقِ ربنا فيا.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية