تعليق من معلم «غندور»..!
الابن الأستاذ “الهندي عز الدين”
سلام لك من عند الله
} طالعت بشغف بالغ، وكدأبي، ما طوته زاويتك الرشيقة «شهادتي لله» وهي تحمل العنوان أعلاه بتاريخ 31 ديسمبر 2015م. عرفت قلمك الجريء الشفيف منذ ما يقارب العقدين من الزمان عندما كان ينساب مداده الساخن بصحيفة «ألوان» مدرسة “حسين خوجلي” الشهيرة وكنت أحد المعلقين على المواد التربوية التي دونها قلمك.
} إن سلة زاويتك المعنية قد انغمست في جوفها كلمات وضيئة صادقة ومعبرة تعزز ثقافة الوفاء لأهل العطاء، فكانت حزمةPackage” ” من الشكر والتهنئة والتقدير لرجلين اخترقا الصعاب وناطحا صخور الخلاف والشقاق، وبجهد الرجلين (غندور ومعتز) رأت وثيقة الخرطوم النور، وهي اتفاق وتفاهم بين الأشقاء: السودان ومصر وإثيوبيا حول “سد النهضة”، وتعانق الأحباب.
} إن كلماتك الوفية الصادقة قد أدخلت الغبطة في جوانحي، وانفرجت لها أساريري وقليل من يعرف قدر الرجال. وشيء آخر دفع بقلمي للتعليق وهو لعلاقتي الوطيدة والقديمة بالابن «إبراهيم غندور» وهو خير من علمته رسم الحرف ونطق الكلمة بمدرسة “الدويم” الريفية الوسطى «سابقاً» ذلك المنهل العذب الذي يعد الطالب للحياة العملية بجانب تغذيته بقسط وافٍ من العلم والمعرفة، كانت وفي ذلك الزمن الجميل الجمعيات المدرسية وفي صدرها الجمعية الأدبية كلها وسائل لصنع وصقل الإنسان.
} كانت المدرسة مصنعاً للرجال والمناهج منتقاة، والسلم التعليمي ثابت “Stable” لم يتأرجح. حان الوقت لمراجعة مناهجنا الدراسية تقيماً وتقويماً، وأن نعيد السلم التعليمي لسيرته الأولى وبسمته العذبة (4 – 4 – 4) الذي وئد بقرار سياسي رغم نجاحه الباهر. وفي ذلك العهد الذهبي للتعليم الذي كان يخطو وفق فلسفة معينة وأهداف ونهج قويم تمكنا من تغيير سلوك الفرد- أي الطالب- وعبر الجمعيات المدرسية والرحلات العلمية أو طابور الصباح وحصص التربية الوطنية أصبح الطالب مثالياً في التحصيل الأكاديمي وأنموذجاً في الأخلاق والسلوك الحميد.
} لذلك تشبّع «غندور» ورفقاء دربه بصفات متميزة يفتقدها طلاب اليوم. تعلّم جيل الأمس الصدق والمثابرة والبذل وتحمّل المشاق والمسؤولية، والاعتماد على النفس والصبر والخطابة وغيرها لذلك تبوأوا أرفع المناصب.. آمل أن يجد طرحي المتواضع ذا مساحة بزاويتك المقروءة.شكراً لك ابني “الهندي”
حسين الخليفة الحسن
خبير تربوي