نقاط في سطور
{استمعت في البرنامج الصباحي بإذاعة أم درمان السودان هذا الصباح لوزير الدولة بالطاقة المهندس “محمود محمد محمود” وهو وزير لم يتردد اسمه من قبل في وسائل الإعلام، ولا يُعرف انتماؤه السياسي هل من منسوبي المؤتمر الوطني مثل الوزير الكبير “محمد زايد” أم من منسوبي شركاء الوطني وجيرانه في السلطة. كل ذلك غير مهم، ولكن ما جاء على لسان وزير الدولة “محمود” يكشف عن حالة انفصام خطير في المفاهيم ويضر بالسلطة ويفقدها مصداقيتها أمام جمهور المواطنين.. الإذاعي سأل الوزير على طريقة أسئلة “مزمل سليمان حمد” طبعاً يا سيد الوزير هناك شائعات مغرضة عن وجود أزمة في غاز الطبخ، ونحن الآن في معية الوزير الذي تفقد المصفاة ليحدثنا عن وفرة الغاز في الأسواق. ومثل هذه الأسئلة وهي ليست كذلك بل حالة تلبس بعض الإعلاميين لبوس السلطة يطرب لهذا الوزراء في الظاهر، ولكنهم في الباطن يحتقرون السائل أكثر من مرة. قال الوزير الغاز متوفر في الأسواق ولا أزمة في الولايات، وكل ما يثار عن وجود أزمة أو شح في الغاز هو حديث مغرض من بعض الجهات التي نعلمها.. الغاز في الولايات متوفر والآن الغاز في منافذ التوزيع وعلى المواطنين أن لا يستمعوا للشائعات!!
نعم على المواطنين أن يصدقوا وفرة الغاز في كل نوافذ التوزيع وإذا قطعت الأنبوبة ولم تجد الغاز، ما عليك إلا أن تلعن الشائعات المغرضة وتطلب من زوجتك البحث عن الفحم الممنوع أيضاً إلا لعربات الحكومة وتقنعها بأن الحديث عن أزمة الغاز شائعات مغرضة. قبل أن ينصرف الوزير (المخلص) مررت بطلمبة النيل قبالة كنيسة بحري.. حيث صفوف الأنابيب الفارغة في انتظار وصول سيارة الغاز التي قد تأتي وقد لا تأتي، ولكن المهم أن يقتنع الناس بأن أي حديث عن نقص الغاز هو حديث مغرض!!
{عين الرئيس “عمر البشير” أمس مولانا “أحمد أبو زيد” رئيساً لديوان المظالم بدرجة وزير مركزي.. وأقسم “أبو زيد” على محاربة الفساد وبسط العدل وإنصاف المظلومين، وقد تطلب تعيين “أبو زيد” كما ينص قانون ديوان المظالم على موافقة البرلمان، وقد مرت الموافقة من المبنى الرصاصي لرئاسة الجمهورية ليصبح “أحمد أبو زيد” حارساً لإحدى بوابات العدل.. وقد عرف عن “أبو زيد” طهر اليدين ونقاء السيرة.. وقول الحق وخبرته دروب العدالة من قاض حتى وزير دولة بالعدل، ولكن صرامته واعتداله أبعده من الوزارة سريعاً ليعود لميدان هو من رواده الآن. تقع على عاتق القاضي “أبو زيد” مهام كبيرة خاصة ملف الفساد وإنصاف المظلومين.. ولأن مولانا جاء من منطقة (مظلومة) فإنه يمقت الظلم في نفسه ولا يرتضيه للآخرين، وفي سبيل إنصاف المظلومين مستعد للتضحية بالوظيفة نفسها، خاصة والرجل أستاذ جامعي وله مؤلفات في القانون ويعتبر من المراجع الفقهية في بلادنا.
{ما الذي جعل المملكة الأردنية الهاشمية التي يحكمها سلالة القرشيين من آل بيت المصطفى صلى الله عليه وسلم، يضيق صدرها بعدد محدود جداً من السودانيين الذين لجأوا إليها مستجيرين من رمضاء حرب السودانيين ضد أنفسهم.. يمنون النفس بإقامة مؤقتة في أرض عربية اتسعت من عام 1948م، لملايين الفلسطينيين الذين شردتهم إسرائيل من وطنهم فلسطين دون وجه حق.. فاتخذوا الأردن وطناً بديلاً حتى بات من العسير على الزائر للعاصمة الأردنية “عمَّان” أن يلتقي بأردني الأصل.. سائق التاكسي فلسطيني، والطبيب في المستشفى فلسطيني، وأينما ذهبت وجدت فلسطينياً أو أردنياً من أصل فلسطيني. ولكن أرض (الهاشميين) ضاقت بعدد محدود جداً من السودانيين لتطردهم السلطات الأردنية بطريقة تتنافى والقوانين الدولية، وآثرت الأمم المتحدة الصمت المخذي حيال انتهاك الأردن للقانون الدولي الإنساني.. وحسناً فعلت الحكومة السودانية وهي تستقبل مواطنيها وتقدم لهم بعض المساعدات، وليت السلطة الإقليمية بدارفور نهضت بمسؤولياتها.. وأعادتهم لنيالا والفاشر والجنينة لأنهم غادروا دارفور (مجبرين) بسبب الحرب والآن يعود الاستقرار لذلك الإقليم.