فوق رأي
خلي قلبك معاي دقيقة
هناء إبراهيم
في خارطة لقاء فني قال الفنان “عثمان حسين” (خلي قلبك معاي شوية)، ومن كان يعتقد أن (شوية) هنا بمعنى خمس دقائق أو ساعة إلا ربع فهو جاهل في المشاعر والكلام وياه خسارة.
هذه الترجمة مخالفة للمواصفات والمقاييس..
الزمن هنا لا يقاس بالساعة والوقت، يقاس بالميزان الحسي.
الميزان الحساس.
أكثر دقة من ميزان الذهب..
حين نكون على موعد يخص القلب، لا ننظر إلى الساعة بل ننظر إلى الإحساس.
بالمنطق كدا..
الساعة الحسية هي التي تقول ما إن كان على وشك الحضور أم لا زال عالقاً بمترو الأشواق.
إحساسك بقول ليك على بُعد كم نبضة هو الآن؟
حيث يعمل كبواب لعمارة الزمن بينما الساعة ديكور وحسب.
على صعيد متصل هذه الـ(شوية) تعني الكثير لمنكوبي الهجر والغربة والشجن.
لذا من فضلك وأترجاك لا تستعمل عقارب الساعة في قياس نبضات القلب، ما لم تكن مريضاً مرضاً عضوياً مصرحاً به وزارياً.
شوية بلغة عيونك، تعني إلى الأبد..
بلغة حضورك، تعني كل شيء.
أما بلغة كرة القدم والمنافسة، هذه الـ(شوية) تمر كعام ونصف العام على فريق، وكالبرق على الفريق الآخر والعتبى حينئذ على حكم المباراة..
حكم المباراة هو الوحيد الذي يحدد مدى إحساسك بهذه الـ(شوية)..
أقول قولي هذا من باب الترجمة المعاقة التي طالت سمعة (شوية) والاعتداء الغاشم على حروفها الفنية.
و…..
شيل قلبك وأمشي
لدواعٍ في بالي.