رأي

فوق رأي

في إنَّ في الموضوع
هناء إبراهيم
 
قبل كذا قرن من الزمان، قام مجموعة من خبراء الشك والريبة وعدم اليقين، بتبنى (إنَّ) واعتمادها كـ أداة شك عظمى، تدخل على الموضوع مع سبق الإعداد والتقديم دون أن يراها أحد فتجرده من قناعه الخارجي، تكشف أمره وتطلّع عينو..
قيل إن ملابسات قضية (إنَّ) تعود إلى الإعرابي  الذي أرسل رسالة إلى ابنته مع قاتليه ففهمت (الرصة) من خلال خطأ وجود (إنَّ) بحيثيات النص.
حيث كان المرحوم داهية في العربي وكانت ابنته مصيبة في العربية..
لحدي ما جينا نحن ورفعنا ضغط اللغة العربية..
جبنا للغة العربية السكري..
عملنا ليها عاهات مستديمة..
عندي إحساس إنو المفعول به ممكن ينضم لداعش ويجي يفجرنا..
المهم من وقتها صارت (إنَّ) من أسرة الأجندة الخفية..
 وظلت أكثر بنات اللغة العربية شقاءً وتعباً، حيث تقع على عاتقها الكثير من المهام والمسؤوليات المختلفة، فهي بجانب عملها مع أخواتها الصغار في نصب المبتدأ ورفع الخبر ونظافة البيت وغسيل العدة، كذلك تعمل كـ(عميل سري كبير) متخفٍ بأغلب المواضيع الفارغة والمليانة.
وهناك فئة من البشر، نذرت وقتها وجهدها لتقصي آثار (إنَّ) والركض وراء دلالاتها في أي موضوع حتى وإن كان هذا الموضوع من أخوات (كان) ولا علاقة لإنَّ به.
وأغلب المواضيع التي تحتوى على (إنَّ) تكون جاذبة من حيث الدعاية و(ماسورة) من حيث الواقع.
فلم يكن عمل (إنَّ) في يوم من الأيام وقفاً على مجال معين من مجالات الحياة، فهي تدخل على المواضيع العاطفية لتدل على مصلحة ما، وتدخل في التجارة لتدل على كسب ما، وتدخل على نسيبتك فتطلق المدام.
ولـ(إنَّ) دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعات التفاوضية والعلاقات الدولية والمواصلات المحلية.
فيا أيها الناس: لقد تعبت (إنَّ) وجاها اختناق من الأجندة الخفية وقالت (الروووووب) فارحموها يرحمكم الله..
(إنَّ) دي عسمتوها..
والله جد..
أقول قولي هذا من باب أن (إنَّ) أنثى وبت ناس، ولها أخوات محترمات لم ينصبن على المبتدأ إلا لأنه يستحق النصب وفق قواعد وقوانين المنطق واللغة..
وعموماً يا ناسيني كلياً إن كان عن نفسي أنا شخصياً: أعتقد أن هناك (إنَّ) في هذا النسيان..
و…………
حاجة ناقصاني وأنت بعيد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية