شهادتي لله

آلية الحوار .. عاينوا في ورقكم

{تبدو آلية الحوار الوطني مشغولة بصورة مزعجة بالترويج لانضمام أحزاب معارضة وحركات وفصائل مسلحة متمردة في دارفور للحوار، أكثر من اهتمامها بموضوعات الحوار نفسها والتأسيس لمستقبل البلد سياسياً ودستورياً.

{ما عقدت لجنة (7+7) مؤتمراً صحفياً أو أطلق أعضاؤها تصريحات صحفية إلا وحدثونا عن قرب انضمام حركات مسلحة للحوار الوطني بقاعة الصداقة!

{وبما أن هذه الحركات والفصائل المقصودة ليست فصيل “عبد الواحد محمد نور” ولا حركة “جبريل إبراهيم” ولا فصيل “مني أركو مناوي”، فإنه يصبح من غير المفيد لعملية السلام والتعافي الوطني تضخيم أجنحة صغيرة منشقة وتسويقها للداخل باعتبارها حركات ذات وجود ميداني وشعبي، ثم يخرج علينا المسؤولون عن أمانة الحوار ليحسبوا لنا أعداد الحركات المشاركة في الحوار بالرقم الفلاني!!
{الأفيد للوطن والحوار أن ينشغل المشاركون في المؤتمر عبر لجانه المختلفة والمتخصصة بإيجاد حلول ناجعة لأزمات ومشكلات البلاد في مجالات الاقتصاد والسياسة وقضايا التربية والتعليم والمجتمع، وإقرار المبادئ العامة والثوابت الوطنية في ما يتعلق بالممارسة السياسية وتثبيت أركان دولة العدالة والقانون والحريات.

{لا ينبغي أن يكون مبلغ هم أعضاء الحوار الوطني استقطاب حركات ومجموعات مسلحة وأحزاب رافضة للحوار للقدوم إلى قاعة الصداقة بالخرطوم، فهم أنفسهم (لجان الحوار) مدعوون من قبل رئيس الجمهورية، فعليهم التأكيد عملياً بأن ما يقومون به عمل وطني جاد ومثمر وله ما بعده. {وعندما يتحسس الممانعون ذلك الأثر فإنهم لن يحتاجوا لكثير إلحاح للانضمام للحوار، وحتى إن لم يلتحقوا بركبه فلا شك أنهم في النهاية منتفعون كقوى سياسية من نتائجه وخلاصاته.

{على آلية (7+7) أن تركز (في ورقها)، وتبتعد عن الملاسنات والردود على الرافضين للحوار، والاستغراق في الترويج لأفراد ومجموعات من معارضة الخارج لا وزن لهم ولا قيمة، وتصوير حضورهم وكأنما هو فتح كبير ونهاية للحرب واستدامة للسلام !!

{والحقيقة أن الكثير من معارضي الخارج مجرد (مهاجرين) شردتهم ظروف المعيشة وضغوط الاقتصاد، فسلكوا طريق (اللجوء السياسي) في حقبة التسعينيات ومطلع الألفية الثانية،  بينما هم في الواقع لم يمارسوا السياسة يوماً واحداً قبل مغادرتهم البلاد !!
{ولهذا يبدو غريباً تجاوز محترفي السياسة وزعماء الأحزاب الحقيقية وعدم بذل جهود حثيثة لإقناعهم، واستبدالهم بالهواة ومستجدي السياسة! عندما أسمع أو أطالع تصريحات لأعضاء آلية الحوار، ينتابني إحساس أن هؤلاء القوم (غلبهم البسووا) !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية