تشريعي الخرطوم يستعيد ذكرى الاستقلال الـ(60) في احتفالية رمزية
(المجهر) ترصد الاحتفال والمجلس يوشح المبنى التاريخي بالعلمين الجديد والقديم
“حسبو” في الاحتفال: الحوار الوطني أكبر حدث سياسي بعد الاستقلال
تقرير ـ نهلة مجذوب
بدأت أولى أهازيج الاحتفالات بمرور ستين عاماً على استقلال السودان المجيد من داخل مبنى المجلس التشريعي لولاية “الخرطوم” – مبنى برلمان الاستقلال، المكان الذي يحمل عبق الماضي، فقد شهدت قبته إعلان الاستقلال في يوم (الاثنين) التاسع عشر من ديسمبر من العام 1955م، حيث كان يوم (الأحد) أولى محطات الإجماع الوطني المهمة والقليلة في تاريخ السودان السياسي ،وفي تاريخ الفرقاء السياسيين السودانيين بعد أن اجتمعوا في ذلك اليوم التاريخي الأغر واتفقوا على ضرورة أن ينال السودان استقلاله كاملاً من تاجي الحكم البريطاني والمصري.
وتحت شعار (واجب الأوطان داعينا) جسد المجلس التشريعي وعبر اللجنة العليا لاحتفالات الذكرى (60) لاستقلال السودان احتفالاً رمزياً ضخماً حمل معاني اليوم التاريخي الخالد في السودان بحضور نائب رئيس الجمهورية د.”حسبو محمد عبد الرحمن” ووالي “الخرطوم” الفريق ركن أول مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” وحضره عدد كبير من التنفيذيين من وزراء ولاية “الخرطوم” ونواب المجلس وأطياف الأحزاب السياسية ورجالات الطرق الصوفية والطوائف الدينية والشخصيات العامة وجماهير غفيرة ضاقت بها جنبات القبة التاريخية.
أغاني وطنية وعرض عسكري:
وبدأت الاحتفالية أمام البرلمان بشارع الجمهورية بعرض عسكري رائع حضره المارة والمحتفلون، شاركت فيه نماذج من الوحدات العسكرية من القوات المسلحة والشرطة والطرق الصوفية والكشافة والطلاب.
وداخل أروقة المجلس عزفت موسيقى الجيش أناشيد الاستقلال وكانت أصوات الفنانين “حسن خليفة العطبراوي” و”أحمد المصطفى” تنصت لها الآذان داخل وخارج المكان، كما عكست ملامح التراث السوداني الأصيل، وكانت هنالك شاشات تعرض ما جرى داخل القبة من مظاهر احتفالية وكلمات بشارع الجمهورية، إذ أعدت لجنة الاحتفالية كراسياً للجمهور للجلوس والمشاهدة.
وداخل قبة البرلمان عرضت مسرحية جسدت الجلسة التاريخية لإعلان الاستقلال من الداخل وما دار فيها، قام بأداء الأدوار اللواء “الصادق” والممثلون “حسبو محمد وقيع الله”، “طارق علي” ود.”زينب”.
نائب الرئيس ضيف شرف الاحتفال
نائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” كان ضيف شرف الاحتفالية، حيث ألقى كلمة بالمناسبة وقال إن الاستقلال يعني السيادة والإرادة الوطنية والوحدة والحرية والكرامة التي تجسدت في إجماع كل نواب أول برلمان سوداني على مقترح نيل الاستقلال، وأكد “حسبو” أن الحوار الوطني الذي يجري الآن يعتبر أكبر مشروع سياسي بعد الاستقلال من حيث الأهمية، ويجسد وحدة الأمة السودانية لتحقيق الوفاق الوطني وفق ثوابت وطنية نتراضى عليها جميعاً، وقال إن الرئاسة وجهت الأجهزة الإعلامية كافة بنقل احتفاليات الاستقلال، مؤكداً إصدار الدولة قراراً بأن تكون في مؤسسات الدولة وبإشراك كافة قطاعات المجتمع المدني والأندية الرياضية والثقافية والمدارس بهدف نشر الوعي والقيم السمحة وتعزيز الولاء للوطن ومحاربة الجهوية والقبلية.
وقال نائب الرئيس كذلك إن الاستقلال الحقيقي هو زيادة الإنتاج والاكتفاء الذاتي، وطالب قطاعات الشعب بالإقبال على الإنتاج والإنتاجية، وقطع بأنّ الاستقلال لا يتحقق إلا إذا اعتمدنا على أنفسنا، كما أثنى على جهود ولاية “الخرطوم”، وأشار إلى أنها نجحت في حشد كل عوامل نجاح الاحتفالات والاستعانة بمبدعي المسرح السوداني في تجسيد جلسة إعلان الاستقلال والعودة بالناس إلى تلك الجلسة التاريخية، وأشاد بالممثلين، وما قدموه من أدوار.
والي “الخرطوم” الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” حيا الرعيل الأول من الآباء الذين حققوا الاستقلال وقدم خطاباً تناول التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية التي مرت بها البلاد، وكل من أسهم فى إثراء هذه المسيرة معدداً الجوانب التي تُعلي من شأن الوطن ورفعته، وطالب بحماية راية المجد والشموخ والكبرياء.
وتحدث رئيس المجلس التشريعي “صديق الشيخ” في كلمته عن دور المجالس النيابية بداية من أول برلمان والذي وافق أعضاؤه بالإجماع على الاستقلال، وأكد الشيخ أن هذه الذكرى تأتي متزامنة مع جلسات الحوار الوطني ، والتي يأمل الجميع أن تحقق الوفاق والإجماع الوطني خاصة أن أبواب المشاركة مفتوحة للجميع.
المعتمد برئاسة ولاية “الخرطوم”، “أميرة يوسف” رئيس لجنة الاحتفال بإعلان الاستقلال ، أبانت مراحل الإعداد لهذا الاحتفال الذي يجئ تأكيداً لاهتمام الشعب السوداني بالاستقلال كقيمة وطنية تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل.
وكرمت خلال الاحتفال من قبل نائب الرئيس ووالي “الخرطوم” ورئيس المجلس التشريعي، أسرة الدكتور “التجاني الماحي” والأستاذ “عبد الرحمن علي” تقديراً لدورهما الرائد في المجالين ، وتفانيهما فيما قدماه للشعب السوداني.
وسجل عدد من قيادات السياسة حضوراً في الاحتفال، حيث كانت البروفيسور “سعاد الفاتح” حضوراً في احتفال الذكرى ،وهي تقف إعجاباً بما حمله البرنامج من عبق ذكرى الاستقلال.
لجنة الاحتفال حرصت على تزيين المبنى التاريخي للمجلس في حلة زاهية ووشحته بعلمي السودان، القديم ذي الثلاثة ألوان، وعلم السودان الجديد ذي الأربعة ألوان.