شهادتي لله

الجزيرة .. بعد زيارة الرئيس

{زيارة رئيس الجمهورية المشير”عمر البشير”لولاية الجزيرة زيارة مهمة لولاية تستحق المزيد من الاهتمام، فالجزيرة هي (سرة) السودان وعمود اقتصاده الفقري، لو أحسنت الدولة الاستفادة من مواردها وتنميتها وتطويرها .
{تعهد الرئيس “البشير” بإعادة سيرة مشروع الجزيرة (عشرة أضعاف) عصره الذهبي، عندما كان الذهب الأبيض يمثل مصدر الإيرادات الأول في ميزانية حكومة السودان .
{وعد الرئيس يحتاج إلى رجال يتابعونه وينفذونه فيجعلونه واقعاً بين الناس، وأول هؤلاء الرجال هو والي الولاية نفسه “محمد طاهر أيلا”، فانطلق أخي الوالي بهذا التوجيه المشهود .. المسموع والمرئي الذي تابعه الملايين من أهل السودان، وهو معنون لكل جهات الاختصاص في الدولة، ليصبح الحلم حقيقة ويعود مشروع الجزيرة سيرته الأولى بل عشرة أضعاف ما كان عليه .
{ولو كانت الدولة عبر قطاعها الاقتصادي تحسن التخطيط الإستراتيجي، لحولت مال البترول الذي بلغ مليارات الدولارات قبل انفصال الجنوب، لصالح الإنتاج ونهضة الزراعة والصناعة في بلادنا، ولما آل حال اقتصادنا إلى هذا الوضع المتدهور البئيس، ولما تجاوز سعر صرف الدولار اليوم (11) جنيهاً .
{كانت تلك نصيحة الاقتصادي الهرم الراحل الدكتور”عبد الوهاب عثمان” رحمه الله وتقبله قبولاً حسناً، عندما طالب بتوجيه عائدات النفط للزراعة والتنمية، بعيداً عن إيرادات ومصروفات الموازنة التقليدية المعلومة، لكن أحداً لم يسمع لما قاله “عبد الوهاب”، وأخذت الحكومة طيلة السنوات الـ(11) السابقة للانفصال تنفق من عائدات البترول، إنفاق من لا يخشى الفقر، إنفاق في غير محلاته الصحيحة، مؤتمرات ورحلات ودعم لدول مجاورة، وصرف على حكم فيدرالي مترهل دون فائدة، وصرف على قبائل ونظارات عشائر وحركات تمرد لم تحقق السلام، وبناء أبراج وعقارات حكومية لا قيمة لها، وسيارات بالمئات لمئات الدستوريين (بعض الوزارات السيادية الكبرى في بريطانيا العظمى عبارة عن طابقين لا أكثر بينما بعض وزاراتنا الفقيرة تتطاول في الأبراج).
{أهدرنا عائدات البترول في ما لم ينفع الاقتصاد والناس، بالمقابل فإن مشروعات التنمية الحقيقية التي قامت خلال السنوات الماضية مثل (سد مروي) وعدد من الطرق والجسور تمت بضمان البترول، لا بماله!! 
{ما يهمنا الآن .. أن نستفيد من الماضي والتجارب .. أن يقود والي الجزيرة (الثورة الخضراء) لإحياء أكبر مشروع زراعي في العالم الذي يعمل الآن بالمسكنات، بلا مفتشي غيط .. بلا مهندسي ري، فتمتلئ الترع بالماء السايب  كيفما يكون وفي غير وقت الحاجة، وتجف الجداول وتعطش التفاتيش وقت السقاية ولا رقيب ولا حسيب، علماً بأن (الإنجليز) أصحاب الفكرة والمشروع بنوا ما يسمى بـ(السرايات) في قلب الحواشات لإقامة المهندسين والمفتشين، فإذا بوزراء وإدارات زمن الغفلة والإهمال يفككون إدارات المشروع ويسرحون مهندسي الري ويلقون بالمسؤولية على عواتق روابط مزارعين !!
{نريدها ثورة زراعية جنباً إلى جنب مع (ثورة الأسفلت) لتنفيذ المسار الثاني من طريق الموت الذي حصد أرواح الآلاف من بني السودان (الخرطوم – مدني)، بالتزامن مع قطارات وزير النقل النشط .. المنتج المهندس “مكاوي محمد عوض” الذي اتفق مؤخراً مع الصينيين على توريدها وتشغيلها لربط العاصمة القومية بالعاصمة الخضراء .. على قضبان السكة الحديد . 
{ما أضيق العيش .. لولا فسحة الأمل.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية