الديوان

ألقاب الفنانين الأممية.. للتباهي أم فعل حقيقي؟

بعد منح “ود الأمين” ميدالية أبطال حقوق الإنسان.. وتنصيب “حسين الصادق” سفيراً
الخرطوم- المجهر
كرم الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع منظمة (هيومن رايتس) أبطال حقوق الإنسان ممثلين في الفنان “محمد الأمين” والقانوني “نبيل أديب”، في احتفائية أنيقة بمقر الاتحاد الأوروبي بالخرطوم، وسط حضور نوعي من قيادات السلك الدبلوماسي ونجوم الفن والمجتمع، بتشريف سفير الاتحاد الأوروبي. كما اختارت منظمة العمل الدولية بالأمم المتحدة الفنان الشاب “حسين الصادق” سفيراً للنوايا الحسنة بالسودان، وجاء اختيار “حسين” نظراً لجماهيريته الكبيرة ولتأثيره الواضح على الكثير من الشباب، وقد ضمت احتفالية التنصيب عدداً من نجوم الفن والمجتمع وذلك بفندق الهوليداي فيلا بالخرطوم.
وأثار خبر التكريم الأممي للفنانين السودانيين موجة من الجدل ما زالت مستمرة في كل مواقع التواصل الاجتماعي، وأشعل عدداً من الأسئلة حول أحقية هذه التكريمات ومطلوبات تلك التكاليف، فهل يعي مطربونا مطلوباتها جيداً أم أنها لن تعدو كونها مجرد (ديكور) يزينون بها جيد (صالوناتهم)؟
{ معنى سفير
سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة يعني أن تلجأ الأمم المتحدة إلى التعاون مع شخصيات عامة لها مكانة في منطقتها للقيام ببعض الأعمال الإنسانية، ويطلق على هذه الشخصية (سفير الأمم المتحدة للنوايا الحسنة) وهو تكليف تشريفي لمشاهير العالم من قبل المنظمات المختلفة للأمم المتحدة، وهي ليست صفة سياسية دبلوماسية كالتي يحملها سفراء الدول المختلفة لدى الدول الأخرى، وأهداف هذا التكليف هي المساعدة في دعم مختلف القضايا التي تعالجها الأمم المتحدة سواء أكانت اجتماعية أو إنسانية أو اقتصادية أو متعلقة بالصحة والغذاء. فالغرض من استخدام المشاهير أن شهرتهم تساهم في نشر الوعي والدعم تجاه هذه القضايا، ويمكن لهذا التكليف أن يكون على مستوى دولي أو إقليمي أو محلي في نطاق دولة الشخصية الشهيرة.
ومن أشهر من تقلّد هذا اللقب من المشاهير الغربيين “أنجلينا جولي” الممثلة الأمريكيّة، “جاكي شان”، “ميسي” لاعب الكرة المعروف و”جورجيو أرماني”، أمّا من المشاهير العرب فقد منحت “ماجدة الرومي” و”نانسي عجرم” المغنيتين اللبنانيتين اللقب، بالإضافة إلى الممثل السوري المعروف “دريد لحام”، والممثلة السورية “منى واصف”، والممثل المصري “عادل إمام” و”حسين فهمي”، والمغني العراقي المعروف “كاظم الساهر”. وقد اختيرت الممثلة الأمريكية “أنجلينا جولي” لتكون سفيرة نوايا حسنة لمفوضية شؤون اللاجئين، وتعدّ من أفضل من مُنح اللقب، حيث سجّلت لها العديد من المساهمات في هذا المجال فقد منحت ملايين الدولارات للمؤسسات التي تساعد اللاجئين، كما زارت “مخيم الزعتري” في الأردن في عام 2012م للاجئين السوريين، وزارت غيرها الكثير من البلدان التي تعاني من مشاكل الفقر والجوع وأمراض الايدز كإثيوبيا، العراق، الصومال، كينيا، أفغانستان، دارفور، باكستان وغيرها الكثير.
يقول الناقد الفني الكبير “علي فقندش”: (عادة ما تستثمر المنظمات الدولية والجهات الإنسانية الخاصة منها نجومية المشاهير الأقرب للنفس مثل الفن والرياضة والثقافة والإبداع بشكل عام من أجل تنفيذ برامجها الإنسانية.. وفي رأيي أن اللقب فقد كثيراً من وهجه أخيراً لتعدد ما يمنح هذا اللقب لأسماء عربية بشكل كبير جداً لدرجة أنه في بعض الحالات ليس من مبرر منح هذا اللقب لبعضهم. ودون أن أشير إلى أسماء بعينها أرى أنه لابد من ضوابط وقيم وأوزان لاختيار الشخصية، حيث إن الفائدة تعود أكثر إلى النجم دون تحقيق هدف المنظمة نفسها أو الجهات المستهدفة.. هو لقب لكن أحياناً البعض لا يستحق اللقب).
{ تكريم “ود اللمين” وتنصيب “حسين الصادق”
 ويتفق أغلب النقاد على أن الفنان “محمد الأمين” يستحق تكريمه بميدالية أبطال حقوق الإنسان لمساهماته المتعددة بالارتقاء بالفن السوداني، بالإضافة إلى نضاله وأغانيه وانحيازه للديمقراطية وحقوق الإنسان والشعب في الثورات التي انتظمت البلاد، بدءاً بثورة أكتوبر المجيدة التي قدم فيها مع رفيق دربه وردي الأكتوبريات التي لا تزال عالقة بالأذهان، بيد أن هناك آراء متضاربة حول منصب سفير النوايا  الحسنة الذي منحته الأمم المتحدة للفنان الشاب “حسين الصادق”.. يقول الناقد الفني “الزبير سعيد” لـ(المجهر) إنه ليس من حقنا القول إن الفنان “حسين الصادق” لا يستحق المنصب وذلك احترماً للجهة التي منحته له، لكن هل يعرف “الصادق” مطلوبات تلك المهمة؟ وهل يملك القدرة على التأثير الإيجابي على شريحة الشباب؟ وهل ما قدمه  من أغانٍ تتمحور حول قضايا ذات أبعاد إنسانية؟ وواصل “الزبير”: (أرى أنه برع في فلفلة شعره أكثر من براعته في تقديم مشروع غنائي مكتمل، ومن هنا لا أتوقع أن يستفيد السودان شيئاً من تنصيب “حسين الصادق”)، مشيراً إلى أنه لم يعرف عن “حسين الصادق” أية مبادرات تتعلق بهذا الأمر، وأضاف إنه يعتقد أن على “حسين الصادق” أن يعي مطلوبات هذا المنصب وأن يبشر الناس بعصير القصب في بلد يموت ناسه بالعطش.
“محمد الأمين” و”حسين الصادق” مطربان سودانيان لديهما جمهور كبير من الممكن أن يقدما على إحداث تغييرات إيجابية في المجتمع السوداني، لكن الفنان “محمد ميرغني” يرى في حديثه لـ(المجهر) أن على الأمم المتحدة أن توجه جهدها لأشياء أخرى تهم الشباب مثل القضاء على المخدرات التي قضت على كثير من شبابنا في السنوات الأخيرة، متسائلاً في ذات الوقت عن معنى نوايا حسنة للأمم المتحدة وقال مستنكراً: (وهل تحمل لنا تلك المنظمة نوايا حسنة فعلاً لا قولاً؟). 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية