رأي

مسألة مستعجلة

التمييز السالب!
نجل الدين ادم
قرار إعفاء طلاب إقليم “دارفور” من الرسوم الدراسية الوارد في اتفاقية “الدوحة”، جاء بحسابات التمييز الإيجابي لطلاب الإقليم، إلا أن ذلك انقلب وصار تمييزاً سالباً بقدرة قادر عندما أراد البعض أن يكون جميع طلاب الإقليم تحت هذا التمييز بما في ذلك الذين يسكنون في ولاية “الخرطوم”، بحيث يكون الذي يسكن من أبناء الإقليم في حي الرياض الخرطومي و المنشية أو غيرهما من الأحياء الراقية، وذلك الذي يسكن في معسكر “أبو شوك” و”كلمة” وغيرها من المعسكرات على السواء في قرار الإعفاء، يعني قراراً مطلقاً وبالتأكيد كما يعلم القاصي والداني أن ذلك أدى إلى مشاحنات ومشاكل قادت لإزهاق أرواح أبرياء من الطلاب لقاء مبالغ ضئيلة قد لا تتجاوز الـ(500) جنيه هي الرسوم الدراسية السنوية، وهذه مشكلة تفسير الاتفاق.
 كنت أتمنى من إخوتي من أبناء “دارفور” في الجامعات وأولئك الذين في الاتحادات أن تكون الحكمة حاضرة عندهم وهم يطالبون بتعميم قرار الإعفاء فليكن ذلك، ولكن أن تكون النتيجة أن يفقدوا نفراً من إخوتهم في الإقليم أو أحد زملائهم، فحينها يكونون قد وقعوا جراء غياب الحكمة في حرمة الدماء.
 إخوتي كفى ما حدث لأهلكم في الإقليم فأتمنى أن تعوا حجم الأضرار حتى لا تضيع أرواح بريئة لقاء مبالغ زهيدة تحت مسمى الرسوم الدراسية.
قرأت أمس تصريحاً منسوباً لوزارة التعليم العالي بأن العام الحالي سيكون الأخير في قرار التمييز، هذا بموجب الاتفاقية، قرار جاء متأخراً للغاية بعد خراب سوبا، فقد أخفقت الوزارة وهي تنتظر انتهاء أجل هذا القرار لتقول بذلك، وفي مقابل ذلك كنت أتمنى أن لا ينتظر أبناء إقليمنا المجروح حتى يتم هذا الإعلان الحزين وكأنما الطلاب كانوا حملاً ثقيلاً على خزينة الدولة!، وهنا أقول لكم إن أهليكم أوقعوكم في تمييز سالب وهم يفاوضون بالإنابة عنكم وليس تمييزاً إيجابياً بأي حال وهم يصرون على هذا البند، كان يكفي أن يكون الاتفاق بأن الحكومة تتكفل بتعليم كل من في المعسكرات وأهل الإقليم من الذين لا يستطعيون دفع الرسوم لا أن يكون قراراً مفتوحاً تكون نتائجه وخيمة يكون ثمنها المزيد من الأرواح.
إخوتي الطلاب أنتم لا تتحملون هذه التبعات ولكن يتحملها الذين جاءوا بهذا التمييز، أتمنى أن تكون هذه التجربة غير الموفقة نقطة فاصلة حتى لا نقع في مثل هذه الأخطاء، أهل “دارفور” وطلابهم أعزاء، لكن ظروف الحرب وحدها قادتهم لأن يكونوا أسيرين لهذا التمييز وأتمنى أن لا يعود مرة أخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية