رأي

عز الكلام

عاطلون بأمر الحكومة!!
أم وضاح
 
جاء في القصة التي تشبه الدرس أن رجلاً عاد ذات مساء إلى بيته ومنذ أن وطئت أقدامه الباب شعر أن شيئاً ما غير طبيعي، وبدأت بمقابلته لأبنائه الصغار الذين وجدهم في حالة مذرية وبالملابس التي تركها بهم صباحاً، ولاحظ أن حنفية من المياه مفتوحة والمياه تسيل بالقرب من الغسالة الممتلئة بالغسيل والحال كله ما هو ذات الحال. وقال في نفسه أكيد أن زوجته قد أصابها مرض ما جعلها تترك البيت بهذه الحالة التي تعود عليها، لكنه تفاجأ حين وجدها مستلقية على سريرها وهي تقرأ كتاباً، وقالت رداً على استغرابه في كل يوم تعود للمنزل وتقول لي مرتاحة بتعملي شنو واليوم خلدت للراحة لتعرف أي عمل جبار أقوم به لكنك لا تشعر وتعتبره في حكم المعتاد. والقصة دائماً أبرزها في حالة الدفاع عن المرأة ست البيت والمرأة العاملة، وأقول إنها تفعل ما يعجز عنه أي رجل مهما كانت قوة جسمه، واحتماله! أمس تفرغت بالكامل لمنزلي  الذي عادة ما أغيب عنه أكثر أيام الأسبوع وأترك أمره للشغالة وأنا أعلم أنها بتستهبلني (بالنضافة عدي من وشك)، لكن ما باليد حيلة ولا استغناء عنها، لكن اليوم الذي (أصاقرها) فيه بمرق قروشي تالت ومتلت. المهم أنا أعتبره يوماً للطوارئ ويوم النظافة العالمي. أقول أمس إنني تفرغت للأعمال المنزلية لكن من خلّ عادته قلت سعادته، إذا (وزنت أضاني) مع جهاز التلفزيون الذي كان ينقل عبر الفضائية السودانية زيارة لنائب الرئيس السيد “حسبو عبد الرحمن” من مدينة “نيالا” ولحظتها كانت حوالي الساعة العاشرة صباحاً، ولكم أن تتخيلوا أنه كنسنا ونضفنا وغسلنا وطبخنا والنقل الحي للزيارة مستمر، يعني بالعربي كده أن (24) ساعة إنتاج أو نصفها ضاع لدى المتجمهرين والمستقبلين في لا شيء، وأحد الذين كان يخاطب اللقاء قال إنه يحي نائب الرئيس والوالي والمعتمد والوزراء والمجلس التشريعي، وبعض أعضاء البرلمان ومدير الشرطة ورئيس السلطة القضائية الذين يجلسون قبالة المنصة، وبالتأكيد يحي الجماهير الحاشدة من طلاب وموظفين وقوات نظامية، يعني كل البلد في هذا اليوم المشهود حالها واقفة لاستقبال السيد النائب وللاستماع لكلمات المسؤولين المكررة والمعادة التي تبدأ ببسم الله وتنتهي بهي لله والحال لا يرضي الله.. لذلك أظن أن الوضع الاقتصادي السيئ الذي نعيشه يفترض أن يجعل الحكومة ومسؤوليها هم من يحفزون الجماهير للعمل ويقودون قوافل الإنجاز للعطاء والبذل، مش يصبحوا هم السبب الأول في وقف ديوان العمل وأي مسؤول ماشي يفتح مدرسة البلد كلها تقيف على فد كراع استقبالاً ووداعاً، والمعتمد العلاني ماشي مستشفى يتوقف دولاب العمل حتى يفرغ سيادته من زيارته معطلاً بذلك ساعات إنتاج مهمة وفاصلة في تاريخ الشعوب.
يا جماعة الخير الشعب السوداني ليس عاطلاً كما وصفه وزير المالية سامحه الله، لكنه مجبر على العطالة ورسمياً وبعلم الحكومة نفسها نملأ البصات والحافلات لاستقبال فلان ووداع علان، أمانة في ذمتكم قولوا لي في ياتوا بلد شفتوا قريب ده مسؤول لامي ليه ناس ونازل فيهم خطابة في عز الضهرية والمقترحات وتنفيذها مكانه دواوين الحكومة وسوح العمل، وليس العمل الحديث والوعود للجماهير التي يهمها ويخصها أن يتنزل لها ذلك على أرض الواقع، لذلك أرجو وأتمنى أن يقوم كل مسؤول بأداء واجباته دون حشد ودون لافتات وبمنتهى الهدوء والبلد أصلاً ما ناقصة حالها يقيف!!
{ كلمة عزيزة
للمرة الثانية والثالثة والعاشرة أوجه نداءً للسيد أمين عام ديوان الزكاة أن يكون سبباً في الإفراج عن العم “آدم فضل المولى” نزيل سجن الهدى، والرجل ثمانيني أصابه المرض والعجز وما عاد حتى قادراً على خدمة نفسه في أدق تفاصيلها، يا أخي الأمين الرجل ليس لصاً ولا خائن أمانة، لكنه (غارم) غدر به السوق ولم يرحم شيبه ولا عجزه، لمثل هؤلاء فرض الله الزكاة والرجل يقول إنه لا يريد أن يخرج ليتمتع بالحياة وهو أعمى لا يرى من مباهجها شيئاً هو يريد أن يسلم روحه إلى بارئها بين أبنائه وأحفاده. أرجو من الإخوة في إعلام الأمين العام الذين يحرصون على نقل كل كبيرة وصغيرة له مدحاً وذماً أن ينقلوا له هذه المناشدة، اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
{ كلمة أعز
أحد المتحدثين في لقاء “نيالا” أمس قال إنه يحمد للإنقاذ أنها جعلت السودانيين يكثرون من ذكر الله أها زي ده يقولوا لي شنو؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية