رأي

المشهد السياسي

ولمنطقة البحيرات العظمى همومها الأمنية
موسى يعقوب 
 
التقى يوم (الأحد) الماضي في الخرطوم اثنا عشر جهاز أمن ومخابرات يمثلون دول منظمة البحيرات العظمى، الذين يجمعهم ويربطهم معاً المجلس الاستشاري المشترك المعروف اختصاراً بـ(قوما). وقد كان ذلك الملتقى هو الثالث الذي تم بدعوة كريمة من جهاز الأمن والمخابرات السوداني، صاحب المبادرة والدعوتين (الأولى والثانية) اللتين سبقتا دعوة الأمس (الثالثة).
والسودان سباق في هذه الناحية ومثيلاتها، فله مساهماته ومبادراته التي عكف عليها منذ سنوات، وفي مجالات مختلفة زاد اهتمامه بها في الآونة الأخيرة، وقد صارت القارة الأفريقية مستهدفة أمنياً وتنموياً وأصبح التعاون الأمني والمعلوماتي بين جهات الاختصاص الأمنية وغيرها يحتمه ويفرضه الواقع.. واقع التحديات الكبرى التي تواجه كل المناطق ومنطقة البحيرات العظمى بالتحديد.
الشيء الذي لن يتحقق كما قال الفريق (أمن) “محمد عطا المولى” مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني، في كلمته أمام الحضور في الجلسة الافتتاحية لذلك اللقاء، إلا عبر اللقاء المشترك لحشد الجهود لمواجهة المهددات التي تواجه دول المنطقة، ومن خلال توحيد الرؤى وتبادل المعلومات لإقرار السلام وتحقيق الأمن والمضي في طريق التنمية.
عليه- قال الفريق “عطا”- فإن السودان وهو الدولة المضيفة للقاء منظمة البحيرات العظمى اليوم وقبل ذلك يبدي استعداده لتقديم الرعاية والتسهيلات كافة للعمل المشترك.
وهذا معلوم لدينا، ونحن نعلم أن اللقاءين الأول والثاني في عام 2012م و2014م قد تما بمبادرة ورعاية سودانية، فالسودان في حاجة ماسة لمثل ذلك الجهد المشترك الذي من أهدافه بسط الأمن ومواجهة تحديات الجهات التي تعمل لزعزعة الاستقرار وإثارة الاضطرابات.
ونحن نرقب ذلك الحدث الإقليمي المهم نجد أن ما أشرنا إليه مما ذكر السيد مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني لن يكتمل إلا بالرجوع إلى ما قال السيد “حسبو محمد عبد الرحمن” نائب رئيس الجمهورية الذي شرف لقاء مؤتمر البحيرات العظمى، وخاطبه في جلسته الافتتاحية، ممتدحاً أنشطة المنظمة في دول الإقليم قائلاً إنها لها تجاربها في إقرار الأمن والاستقرار ومواجهة المهددات الأمنية المحتملة من قبل الحركات المسلحة والإرهابية وجرائم غسيل الأموال والجرائم العابرة وتجارة البشر التي تعد جميعها وتعرف بأنها مهددات أمنية.
وفي ختام كلمته أمام الجلسة الافتتاحية قال السيد “حسبو” مخاطباً الحضور من أعضاء الملتقى:
(نريد الاستقرار والأمن والحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة من خلال انتخابات حرة وديمقراطية، ومراعاة لحقوق الإنسان). وذلك كل لا يتحقق كما قال إلا من خلال توفير الأمن.
والشيء ذاته، يجد المتابع لتلك الجلسة الافتتاحية أن السيد رئيس لجنة التنسيق الإقليمية للمؤتمر الدولي قد ذكره وألح عليه، داعياً للحرص على مناقشة الأوراق المطروحة في جلسات الملتقى للخروج منها بتوصيات قوية يعمل على تنفيذها لوقف أنشطة الحركات السالبة.
ولم ينس رئيس لجنة التنسيق الإقليمية أن يشكر جمهورية السودان وجهاز أمنها لاستضافتهما مؤتمر منظمة البحيرات العظمى، وهو ما يجد منا ذات التقدير والاحترام، وإن كنا نتطلع إلى المخرجات التي سيكون لها مردودها وعائدها، إذ لمنطقة البحيرات العظمى همومها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية