رأي

المشهد السياسي

الحل في المؤتمر العام.. رحمكم الله
موسى يعقوب
الخلافات والمنازعات في الأحزاب السياسية ليست جديدة.. وفي الحزب الاتحادي كانت مبكرة، فالوطني الاتحادي بزعامة الزعيم “الأزهري” كان قد خرج عليه حزب الشعب الديمقراطي بقيادة “الشيخ علي عبد الرحمن” الذي كان تحت رعاية ودعم السجادة الختمية.. ومع ذلك وبعده كان الموقف قد تم تداركه ليتحد الحزب ويصبح (الحزب الاتحادي الديمقراطي)، ورغم المنافسات الانتخابية والسياسية التي جرت وفاز “نصر الدين السيد” على “الشيخ علي عبد الرحمن” في دائرة الخرطوم بحري، إلا أن راعي الطائفة كان محل احترام إذ بعد المصالحة والوحدة الحزبية قال الزعيم “يحيى الفضلي” وهو وطني اتحادي كبير إن السيد “علي الميرغني” (كان كالشجرة التي ترميها بالحجار وتساقط علينا الثمار..!) والعبارة كانت معروفة ومحفوظة.
واليوم بعد ستين عاماً تقريباً ظهرت على السطح خصومات وتنازعات حزبية وصلت إلى راعي الحزب، وليس غياب المؤسسية وحده والخلاف على السياسات فيه.. وربما كانت لذلك أسبابه ودواعيه.
غياب المؤتمرات العامة والزعامة في العامين الأخيرين على الأقل دفع بالأمور في الحزب الاتحادي إلى ما نرى ونسمع من ردود أفعال ومساجلات شملت آل البيت “الميرغني”، الأمر الذي لم نشهده من قبل. وهذا ما أضعف الثقة بآل البيت وجاء الحديث عن إقعاد المرض السيد الكبير “محمد عثمان الميرغني” عن قيامه بدوره التقليدي والمعروف في زعامة ورعاية الطائفة ليزيد الطين بلة، كما يقولون..!
حيث وصل الخطاب الحزبي الآن في بعض جوانبه إلى الترتيب لبديل أو خلف للزعيم الميرغني الكبير الغائب، الأمر الذي يقابله من الناحية نقيضه.. أي أن “الميرغني” الكبير في صحة جيدة وعودته إلى البلاد متوقعة قريباً وما تزال له تعليماته وإرشاداته التي يلقي بها إلى من أسند إليه المهام الحزبية والأخرى من أبنائه– السيد “الحسن الميرغني” وغيره.
الحل بتقديرنا، وقد وصل الحال إلى هذه المرحلة، هو الاستجابة لقانون الأحزاب ومطلوبات هيئته التي تصر على انعقاد المؤتمر العام للحزب الذي قدر له نهاية هذا العام – الحادي والثلاثين من ديسمبر الجاري.
فالمؤتمر العام بحضوره ومشاركته الحزبية الواسعة والمتنوعة وجدول أعماله ومخرجاته وقراراته آخر الأمر هو الذي يجيب عن وينهي كل تلك المغالطات وأكبرها:
{ مغالطة الوضع الصحي للسيد “محمد عثمان”– حفظه الله- وقدرته على الحراك السياسي والمجتمعي.
{ مغالطة المؤسسية وحسم التناقضات والمنافسات بين الكتل الحزبية ومن يتولى ماذا من المسؤوليات في الحزب.
والمغالطة الثالثة الكبرى إذا لم يتم نفي المغالطة الأولى من هذه المغالطات– هي تجريد “الميرغني” الكبير من وضعه الرئاسي في الحزب وإحلال آخر محله كما ينادي البعض بذلك منذ الآن.. وهم جماعة الشيخ “أبو سبيب” وآخرين.. التأموا في (أم دوم) مؤخراً..
وإن كانت الصحة والعافية والموت والحياة بيد الله، إلا أن ذلك إذا ما حدث سيكون له مردوده على الحزب والطائفة في وقت، غير أنه للضرورة أحكامها– كما يقولون.
إن الحل في قيام المؤتمر العام للحزب وفي موعده المضروب، ذلك أن غيابه الذي طال والأمور ليست كما هي الآن هو ما أضعف الحزب الاتحادي الديمقراطي الكبير الذي كان له دوره الكبير في تحقيق الاستقلال وما بعده عبر زعاماته السياسية والروحية التي كانت.
وما يرى المراقب الآن هو أن يوجه الاهتمام إلى الإجراءات والترتيبات الخاصة التي لابد منها ليقام المؤتمر العام في حينه، فينشغل الجميع بالتعبئة قاعدياً ورأسياً للسادة الأعضاء الذين سيمثلون في المؤتمر وبين يديهم أجندة الحاضر التي تشغل البال.. والحزب الاتحادي بحاجة إلى تنزيلها على أرض الواقع وبعلم ومعرفة وحرص على بقاء الحزب متماسكاً ومنفعلاً بالواجب.
وإلا فإن الاختلاف في الرأي والفكر والكيان الحزبي الواحد لا يفسد للود قضية، بل ربما كان فيه وازع وموضوعية للتنافس الحر.
الحل يا أهل الخير– وعلى كل حال كما أسلفنا القول– في قيام المؤتمر العام للحزب الذي ينتظر منه الكثير في الخروج من الأزمة الراهنة بأبعادها المختلفة.. وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية